يشهد مزار حمام موسي بطور سيناء إقبالا كبيرا من المواطنين قبل انتهاء الصيف للاستمتاع بالعيون الكبريتية وواحة النخيل التي توجد بها أشجار النخيل العتيقة والتي تطرح أجود ثمار من التمور الصغيرة " الرطب ".
وقد رصد موقع " صدي البلد " الاخباري إقبال المواطنين علي زيارة حمام موسي والعيون الكبريتية.
وقال نبيل صديق من مواطني طور سيناء ان حمام موسي متنفس رائع يقبل عليها أهالي طور سيناء مشيرا إلي إن الدخول بسعر رمزي ١٠ جنيهات للفرد ويستمتع المواطنون فيه بالعيون الكبريتية والمناظر الخلابة .
وأضاف جميل علي من مواطني طور سيناء إن حمام موسي قيمة تاريخية وعلاجية مشيرا إلي أنه مكان رائع الجمال يقبل عليه المواطنون للاستمتاع بالمياه الكبريتية وأوضح علي أن حمام موسي المياه الكبريتية فيه تتسرب من الجبل على ٧ عيون مشيرا إلي أن العين الكبري يتم تنظيم الدخول ساعة للرجال وساعة للسيدات وتابع على أن النخيل الموجود في حمام موسي عمره يتجاوز المائة عام .
و أشار إسماعيل بيومي من سكان طور سيناء أن جميع أهالي طور سيناء يقدمون لحمام موسي في الصيف للاستمتاع بالعيون وخاصة أن رسوم الدخول رمزية 10 جنيهات للفرد مشيرا إلي أنه يقدم لحمام موسي لتناول البلح والتمور التي تتميز بها منطقة حمام موسي .
وأوضح تامر علي زائر لمدينة طور سيناء إن مزار الحمام افضل مكان للزيارة بطور سيناء حيث يقع في مكان مميز علي البحر مباشرة بالإضافة بعد الخروج من المياه يقوم الزوار بصعود جبل حمام موسي ومشاهدة غروب الشمس من قمة الجبل .
ومن جانبه أكد علي حمادة رئيس مدينة طور سيناء إن حمام موسي يخضع لاهتمام كبير من المحافظة ومجلس مدينة طور سيناء من حيث النظافة والصيانة مشيرا إلي أنه مخصص يوم أسبوعيا للصيانة والنظافة ودعا حمادة جميع الزوار للحفاظ علي ذلك المزار التاريخي والذي يعتبر أيقونة للسياحة العلاجية و المزار الأهم في طور سيناء .
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة ولجنة التاريخ والآثار أن موقع حمام موسى بطور سيناء حاليًا هو وادى الراحة الثانى فى مسار نبى الله موسى بسيناء، حيث أن وادى الراحة الأول بمنطقة وادى الراحة بسانت كاترين وهو الوادى الذى ترك فيه أهله حين عودته من مدين سيناء وهى ما بين شرم الشيخ ودهب وكانت المنطقة شديدة البرودة وكان تائهًا بعد خروجه من حدود مدين الذى عاش بها عشر سنوات وطلب من أهله أن يمكثوا حين رأى نارًا عند شجرة العليقة المقدسة لذلك أطلق عليه وادى الراحة حيث مكث أهله انتظارًا له.
ويضيف الدكتور ريحان أنه فى موقع طور سيناء الحالية ترك نبى الله موسى شعبه من بنى إسرائيل ثلاثين يومًا والتي زادها سبحانه وتعالى إلى أربعين يومًا أثناء ذهاب نبى الله موسى لتلقى ألواح الشريعة بالوادى المقدس طوى وترك شعبه واتخذ وادى حبران الممتد من طور سيناء إلى منطقة الوادى المقدس طوى "سانت كاترين حاليًا" واعتقد بنو إسرائيل أن نبى الله موسى لن يعود فعبدوا العجل الذهبى الذى صاغه لهم السامرى من الذهب الذى حصلوا عليه من مصر ونسفه نبى الله موسى في خليج السويس وبالتالي فإن منطقة طور سيناء بما فيها حمام موسى شهدت راحة بنى إسرائيل أربعين يومًا انتظارًا لعودة نبى الله موسى لذا فالأقرب أن يكون وادى الحمام "وادى حمام موسى" بطور سيناء هو وادى الراحة الثانى الذى ارتاح فيه شعبه.
وينوه الدكتور ريحان إلى اهتمام أسرة محمد على بتطوير المناطق السياحية بسيناء، حين زار الخديوى عباس الأول سيناء وأمر ببناء حمام فوق النبع الكبريتي بمدينة الطور وهى القبة التي تهدمت وبنيت بدلًا منها القبة الحديثة الحالية كما اهتمت أسرة محمد على بإنشاء العديد من المنشآت بمدينة طور سيناء منها محجر للحجاج، أسسه سعيد بن محمد على عام 1858م، وفي عهد محمد توفيق بن إسماعيل، تحول طريق الحج المصري القديم من طريق البر إلى طريق البحر الأحمر إلى جدة، مشيرًا إلى أن عباس حلمي الثاني أبحر إلى مدينة طور سيناء عام 1898م، لزيارة محجرها ومسجدها، وحمام موسى، بالإضافة إلى زيارته برًا بلاد العريش حتى وصل إلى عمود الحدود عند رفح.
ويتابع الدكتور ريحان بأن حمام موسى يتكون من مساحات خضراء كبيرة ويوجد به قُبة أسفلها الحمام نفسه، وهناك 3 حمامات صغيرة للأطفال وكافتيريا بأعلى الجبل والبوابة الرئيسية مبنية من الحجارة الغشيمة والصخور الصغيرة الطبيعية مختلفة الألوان، وتعلوا البوابة الرئيسية لوحة منقوش عليها "حمام موسى"، وعلى يسار البوابة مباشرة حديقة من النخيل منها الصغيرة والعالية، وبها بعض الأشجار الطبيعية التي جعلت للمكان رونقًا وبهاءً.
ويضم حمام سباحة كبير مبني من الصخور الصغيرة تأتيه المياه عن طريق مواتير ضخ للمياه من الحمام نفسه ويحتوي على ثلاثة حمامات سباحة دائرية بداخل بعضهما، وحول الحمام مظلات خشبية دائرية الشكل مخصصة لزائرين المكان، وتدخل المياه للحمامات الثلاثة سالفة الذكر من منفذ حائط صخري مبني من الصخور تسيل المياه عليه عن طريق مواتير ضخ من سفح الجبل مباشرة إلى الحمامات، وعلى بعد 20 مترا من حمامات السباحة قبة الحمام نفسه وهو المنبع الوحيد الذي يغذي جميع الحمامات السابقة، وتخرج مياهه من سفح الجبل ولهذه القبة بابين للدخول والخروج بجانب بعضهما ويتجهان الاثنان غربًا نحو شاطيء خليج السويس، كما تحوي القبة على عدة منافذ صغيرة مربعة الشكل للتهوية، ويتخذ المبنى شكلًا دائريًا من الأحجار الصخرية ذات الألوان المختلفة، وأسفل القبة مباشرة بئر الحمَّام نفسه الذي يصل عمقهُ نحو مترين إلى الأسفل، مياهه دافئة نابعة من سفح جبل حمام موسى مباشرة، ويقوم الزائرين بالاستحمام بداخلها للشفاء من الأمراض الروماتزمية.