تسعى الدولة إلى توطين العديد من الصناعات وجلب العملات الأجنبية، خاصة أن الصناعة هى قاطرة التنمية الاقتصادية، إذ إن تنمية هذا القطاع تؤدى إلى تلبية احتياجات السوق المحلية وتقليل الواردات وزيادة الصادرات، وبالتالي تقليل الاعتماد على العملة الأجنبية، وعلى رأس تلك الصناعات: توطين الصناعات الطبية والدواء.
المواد الخام اللازمة للصناعات الطبية
وفي هذا الصدد، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اللواء بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية؛ لمتابعة عدد من الملفات المهمة.
وفي مستهل اللقاء، أكد رئيس مجلس الوزراء أنّ هذا الاجتماع يأتي في ضوء استمرار متابعة الخطوات التنفيذية نحو توطين صناعة المواد الخام اللازمة للصناعات الطبية، والتي تأتي في إطار توجه الدولة المصرية إزاء تعزيز الاقتصاد المصري، بما يسهم في توفير العملة الأجنبية، من خلال تقليل الفاتورة الاستيرادية، والاعتماد على الصناعات المحلية، ويزيد من قدرة الدولة على مواجهة التحديات العالمية.
وأكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن اللقاء تناول عددا من المحاور التي تم العمل عليها نحو توطين صناعة المواد الخام للصناعات الطبية، بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية، مشيرا إلى أنه تم التنويه في هذا الصدد إلى عقد مؤتمر للإعلان عن وضع الأسس والمعايير الخاصة بمشروع الشراء المجمع للمواد الخام اللازمة لتصنيع الدواء، بحضور عدد من كبرى الشركات المصنعة والمنتجة للمواد الخام.
وأضاف المتحدث الرسميّ أنه تمت كذلك الإشارة إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة عقد لقاء مع مسئولي كبرى الشركات العالمية، لدعوتهم للاشتراك بالممارسات الخاصة بالشراء المجمع للمواد الخام، وذلك بما يعكس رؤية الدولة في السعي نحو عقد شراكات استراتيجية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، للعمل على نقل أحدث التكنولوجيا، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في صناعة المواد الخام الدوائية.
كما تم خلال اللقاء، استعراض الموقف التنفيذي لمشروع التوسع في انتشار صيدليات إسعاف 24 بمختلف المحافظات، حيث تم استعراض خريطة الافتتاحات لسلسلة الصيدليات من هذا النوع خلال الأشهر القليلة المقبلة.
منظومة صحية قوية بالدولة
وتم استعراض الموقف التنفيذي لمشروع المخازن الاستراتيجية للمنتجات والأجهزة الطبية، وذلك من خلال تقديم البرنامج الزمني للإنشاءات والتشغيل للمرحلة الأولى خلال النصف الأول من العام 2026، بطاقة استيعابية كبيرة، كما يمكن التوسع في المشروع لتنفيذ المرحلة الثانية، وذلك على مساحة إجمالية تصل إلى 106 آلاف فدان، موزعة على 6 مواقع على مستوى الجمهورية.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور جورج عطالله عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن صناعة الدواء والأمن الدوائي يعد عصب أساسي من عصب الدولة المصري، ويمسى بـ "الأمن الدوائي القومي"، وفي جائحة كورونا لولا وجود منظومة صحية قوية بالدولة، ما كنا نتخطى تلك الجائحة بأقل الخسائر، وتخطينا حينها مشكلة توفير الدواء.
وأضاف عطالله- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كان هناك دعم من البنك المركزي ومجلس الوزراء لكافة الصناعات عن طريق القروض قصيرة وطويلة المدى بهامش ربح بسيط، وهيئة الدواء كانت لن تستفاد من تلك القروض، معتقدا أنه يتم النظر إلى هذه النقطة، وتطوير منظومة الدواء من الممكن أن يؤدي إلى تصدير الدواء، مما يساعد على دخول عملة صعبة.
واستكمالا لجهود الدولة لتطوير منظومة الدواء، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس وزراء مصر، إن احتياجاتنا من الدواء والمستلزمات الطبية بالعملة الصعبة تبلغ 250 مليون دولار شهريًا وقد تزيد في بعض الشهور.
وأضاف في مؤتمر صحفي- خلال يوليو الماضي، أنه في فترة الأزمة تراجع الاحتياطي من الدواء بشكل كبير.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم الاتفاق مع مصنعي الدواء على زيادة الأدوية المزمنة بشكل معقول وتعويض جزء من الخسارة عبر أدوية أخرى تعتبر مكملات غذائية ليكون هناك توازن.
جهود كبيرة في ملف تصدير الدواء
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هناك 3 آلاف دواء تمثل 90% من حجم تداول السوق المصري، مشيرا إلى أنه بالتوافق مع نائب رئيس الوزراء ورئيس هيئة الدواء وجهت بضرورة الانتهاء من هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن للانتهاء من أزمة الدواء خلال الـ 3 أشهر المقبلة.
وجدير بالذكر، أن الدولة تقوم بجهود كبيرة في ملف تصدير الدواء وصناعتة ولكن نحتاج الي رقابة شديدة في الأسواق علي الدواء للقضاء علي مافيا احتكار الدواء مما يتيح الادوية في الصيدليات ويلبي احتياجات المواطنين وتذليل العقبات امام صناعة الدواء لإقامة توسعات جديدة.
وهناك أهمية بذل جهود إضافية من جانب مدينة الدواء التي تعمل على زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص لتوطين صناعة الدواء في مصر لتحويل مصر لمركز إقليمي لصناعة الدواء في الشرق الأوسط.
ومدينة الدواء تعد واحدة من أكبر المدن الدوائية فى المنطقة، وتستخدم أحدث التقنيات والماكينات والوسائل التكنولوجية، وتعتمد علي أعمال التنظيف الذاتي الإلكتروني مما يساعد علي استمرار الإنتاج في المصانع .