ما هي المصيبة التي لا يؤجر عليها الإنسان مهما صبر؟، سؤال يغفل الكثيرون عن جوابه، حيث يعد الصبر على المصائب والبلوى من الأمور العظيمة الأجر، لكن هل هناك مصيبة لا يؤجر عليها الإنسان مهما صبر؟؛ هذا ما سنوضحه.
ما هي المصيبة التي لا يؤجر عليها الإنسان مهما صبر؟
الابتلاء قدرٌ من أقدار الله- تعالى-، ولا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع، كما أنَّه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد، وأن معنى الحديث الوارد في السؤال أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّ نوع من أنواع الابتلاء.
ويفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب بأن ابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر على البلاء، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وأيضًا فإنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله سبحانه وتعالى.
وقيل إن كل المصائب يؤجر عليها الإنسان إلا مصيبة واحده وهي الحسد، فهو في عذاب دائم وفي ألم مستمر وفي حزن متواصل ولكن بلا أجر ولا مثوبة؛ فالحاسد ظالم لنفسه
يقول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في رسالة إلى كل من ضاق صدره، وعظم همه، هل تعلم أن الله عليم بحالك، مطلع على قلبك، وهو قادر على أن يغير كل شيء بحسن صلتك به، وإخلاص دعائك له. هل تعلم أنك مأجور على حزنك، وألمك، وصبرك. هل تعلم أن هناك من هو مستعد لأن يستمع إليك بصدر رحب، ويقدم لك النصيحة المخلصة.
أقوال في تهوين المصائب
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد أن رزق الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بولدٍ من هاجر هو إسماعيل عليه السلام، أحبه إبراهيم عليه السلام حبًا شديدًا وتعلق قلبه به، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يختبر نبيه إبراهيم عليه السلام فأمره أن يذبح ولده الوحيد وفلذة كبده إسماعيل بعد أن كبر.
وأضاف الشعراوي في فيديو له أن قصة ذبح سيدنا إسماعيل الهدف من كل شخص يسمعها عليه أن يرضى بقضاء الله ويصبر على الابتلاء مهما كان، مستكملًا: إذا جاءك قضاء من الله إياك ان تغضب أو تتمرد لأنك بذلك تطيل أمد القضاء، و عليك ان تصبر لأنه لن يرفع قضاء حتى يرضى العبد به.
دعاء الصبر على الموت
يا ربّ إنّ الموت حقّ والساعة حق والجنة حق والنار حق، والموت قضاءٌ من عندك وقدر ونحن عبيدك وميّتنا عبدك ابن عبدك.
اللهم برحمتك التي وسعت كلّ شيء، اجعلنا من الصابرين، وارحم ميتنا واغفر له.
اللهم أنت الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنّك خلقت الموت والحياة لتبتلينا أيّنا أحسن عملًا، وجعلت الموت آيةً للناس فكلّ خلقك راجعٌ إليك، اللهم فقدنا أخًا عزيزًا غاليًا على قلوبنا، ونحن نشهد أنّه كان يشهد أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم فاغفر له وارحمه، وألهمنا الصبر والسلوان.
دعاء الصبر على الهم
يارب من كادني رد كيده وكده، ومن عادني ابعده عني وعادهِ، ومن بغي عليه وأهلكني فانتقم لي يالله وأهلكه، يارب من أرداني بسوء فاصرفه عني، وأبعد عن ظلم ونار من أشب ناره لي.
رب اكفني شر من يُدخل علىَّ الهموم، واحمني يالله وأدخلني في درعك الحصين، رب أنزل عليَّ رحمتك واسترني بسترك الواقي بالله.
اللهم ارزقنا الصبر على البلاء والرضا بالقضاء.
ربي إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك. يا الله أدعوك باسمك الصبور أن تمنح قلبي الصبر على تحقيق الأمنيات وانتظار النعم.
ربي أني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، صل على محمد وآل محمد والطف بي ولاتكلني الى نفسي ولا الى أحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك، ياجبار السموات والأرض.