قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

320 صاروخًا و100 طائرة| حرب إقليمية تلوح في الأفق بعد ضربات إسرائيل وحزب الله.. خبير يتحدث

تصعيد عسكري على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله
تصعيد عسكري على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله
×

في صباح يوم الأحد 25 أغسطس 2024، شن حزب الله هجومًا على مواقع في شمال إسرائيل، واستمر الهجوم حوالي ساعتين، وجاء كرد انتقامي على اغتيال القائد العسكري في حزب الله، فؤاد شكر، في نهاية الشهر الماضي. وقد توقف الرد الانتقامي بعد تحقيق أهدافه بنجاح، وفقًا لما زعمه الحزب المدعوم من إيران.

الجبهة الشمالية: وزير الأمن الإسرائيلي يلمح إلى تصعيد محتمل مع حزب الله -  i24NEWS
تصعيد عسكري على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله

تصعيد عسكري على الجبهة الشمالية

بدأ التصعيد عند الساعة السادسة والنصف صباحًا (بالتوقيت المحلي) عندما نفذت إسرائيل أكثر من 40 ضربة استباقية على مواقع حزب الله في جنوب لبنان، بناءً على تقارير تفيد بأن الحزب كان يستعد لشن "هجوم كبير" على إسرائيل. وتدّعي الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" أن هذه الضربات الاستباقية أحبطت الهجوم المخطط له. وأفاد مصدر استخباراتي غربي أن الهجوم كان مقررًا في الساعة الخامسة صباحًا، وأن الضربات الإسرائيلية استهدفت منصات إطلاق الصواريخ الموجهة نحو تل أبيب، مما أدى إلى تدمير جميع المنصات.

وبينما لم تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في الهجوم على جنوب لبنان، أفادت تقارير صحفية بأنها لعبت دورًا مهمًا في الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل على أهداف تابعة لحزب الله فجر يوم الأحد.

وذكرت صحيفة "واللا" الإسرائيلية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بخططها للهجوم على لبنان. وأوضحت الصحيفة أن مسؤولًا إسرائيليًا صرح بأن "إسرائيل تعمل بمفردها ضد حزب الله"، لكن "بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة".

كما أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، محادثة مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، وأبلغه بأن "إسرائيل هاجمت لبنان لإزالة تهديد فوري ضدها"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتابع الوضع في المنطقة ومصممة على استخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية مواطنيها، حسبما ذكرت "واللا".

من جانبه، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية بيانًا قالت فيه إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي لمناقشة الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله". وأضاف البيان أن أوستن "أكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها في المنطقة".

ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتابع عن كثب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، ويتواصل مع فريقه للأمن القومي. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، في بيان، أن "بتوجيه من بايدن، يتواصل المسؤولون الأمريكيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين"، مضيفًا: "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي".

وحسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنه خلال الـ48 ساعة الماضية، حصلت الولايات المتحدة وإسرائيل على معلومات استخباراتية أظهرت أن حزب الله كان يستعد لشن هجوم في وقت قريب. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه نفذ ضربات على صواريخ بعيدة المدى كان حزب الله يستعد لإطلاقها على إسرائيل. وصرح مسؤول إسرائيلي كبير لـ"أكسيوس" بأن الولايات المتحدة قد أُبلغت مسبقًا بالضربة.

وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي أن هجوم حزب الله كان يستهدف مواقع استراتيجية في إسرائيل، ولكن تم إحباطه. وأضاف أن الحزب كان يعتزم إطلاق 6 آلاف مقذوف نحو الداخل الإسرائيلي. وتسببت الهجمات في أضرار مادية في الشمال الإسرائيلي، بما في ذلك إصابة منزل في عكا ومزرعة دجاج.

وفي المقابل، تسببت الضربات والغارات الإسرائيلية على عدة قرى في جنوب لبنان بأضرار جسيمة، ووصفت بأنها "الأعنف" منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر. الهجمات أسفرت عن أضرار كبيرة في البنية التحتية المحلية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه.

وأعلن حزب الله عن إطلاق أكثر من "320 صاروخ كاتيوشا" على مواقع عسكرية إسرائيلية، مشيرًا إلى أن "هجماته طالت 11 قاعدة وثكنة عسكرية" في شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل.

وذكر الحزب في بيانه الثاني أن "المرحلة الأولى" من ردّه على اغتيال شكر قد انتهت، وأضاف أن المسيرات التي أطلقها كانت تمهد لضربة في العمق الإسرائيلي.

ولم يصدر حتى الآن تأكيد رسمي إسرائيلي بشأن الأضرار التي خلفتها الضربات. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن مشاركة 100 طائرة حربية في الضربات الاستباقية، وزعم أنه دمر آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله. يأتي هذا التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن خطر كبير في الأسبوع المقبل، خاصةً بعد تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبيانات قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، حول "أخبار جيدة بشأن الرد الانتقامي" التي ستظهر قريبًا. ومنذ اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو الماضي، تصاعدت التحذيرات الدولية، لا سيما من الولايات المتحدة، من توسع الصراع في المنطقة بين إسرائيل وطهران.

الدكتور جهاد أبو لحية

وفي تعليقه على الوضع الحالي، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحية،إن هناك احتمالاً لتصاعد الأوضاع إلى حرب إقليمية إذا حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال الأحداث الأخيرة في الشمال كفرصة للتهرب من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يبدو أنه يسعى لتحقيقه بشدة.

وأضاف أبولحية في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه من الضروري أن تمارس الإدارة الأمريكية ضغطًا كبيرًا لمنع استغلال الرد الأولي من حزب الله على اغتيال فؤاد شكر، القائد البارز في الحزب، في تصعيد الأمور. وأكد أن الضغط الأمريكي الجاد على نتنياهو لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الخطوة الوحيدة التي قد تمنع تدهور الوضع إلى حرب إقليمية شاملة، وتساهم في إعادة الهدوء إلى المنطقة.

وتابع أبولحية، قائلًا: "إذا مضى نتنياهو في استغلال الوضع واعتبره فرصة لتحقيق أهدافه دون ممارسة الولايات المتحدة لضغط جاد، فإن المنطقة قد تدخل حتمًا في حرب إقليمية قد تشتعل فيها كل أنحاء المنطقة نتيجة لهذه الحرب."