تتسم العلاقات بين جمهورية الشيشان والدول العربية وعلى رأسها مصر، بعمق تاريخي وثقافي وسياسي يعكس الروابط الوثيقة بين الجانبين، وفي ظل التحديات العالمية الراهنة، يتزايد أهمية تعزيز التعاون بين الشيشان والدول العربية، حيث يسهم ذلك في تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
ونجحت جمهورية الشيشان، الشهر الماضي في الفترة من 15 لـ 17 يوليو في عقد منتدى القوقاز للاستثمار (CIF)في العاصمة جروزني تحت عنوان "القوقاز الكبير – من البحر إلى البحر" وسط مشاركة دولية واسعة، بهدف تطوير الاقتصاد الإقليمي، وتم خلال المنتدى التوقيع على 100 اتفاقية بقيمة 106.1 مليار روبل "تؤخذ في الاعتبار الاتفاقيات التي لا يعتبر مبلغها سرًا تجاريًا"، بما في ذلك 7 اتفاقيات مع شركات وسلطات أجنبية وبلغت مساحة المعرضKIF-2024 أكثر من 10 آلاف متر مربع.
وفي حوار خاص لـ «صدى البلد» مع وزير السياسة الوطنية والعلاقات الخارجية والصحافة والإعلام بجمهورية الشيشان أحمد دوداييف، كشف عن الأبعاد المختلفة لهذه العلاقات، ودور الشيشان في تعزيز التعاون مع الدول العربية، وأبرز المبادرات والمشاريع المشتركة التي تمثل دعامة قوية لهذه العلاقات المتينة، ورؤية الشيشان لمستقبل التعاون مع مصر والدول العربية، وكيفية مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة.
بداية.. كيف تصفون العلاقات الحالية بين الشيشان والدول العربية؟
الشيشان والدول العربية يجمعهما علاقات طيبة ونقدر عاليا العلاقات التي تربطنا بالعالم العربي، وقادة الدول العربية يقدرون عالياً رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، ويرون فيه ليس فقط أخاً وزعيماً لمنطقته، بل أيضاً شريكاً أساسياً في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع روسيا، وهذا الاحترام المتبادل بين الرئيس قديروف وقادة الدول يعكس الرغبة في تعزيز العلاقات مع روسيا من خلال التعاون المثمر مع جمهورية الشيشان.
ما أهم المبادرات المشتركة لتعزيز التعاون بين جمهورية الشيشان والدول العربية؟
تعاونا مع الدول العربية يتسم بتنوع كبير ويربطنا صداقة كبيرة، وفي منطقتنا تم تسمية الشوارع والمرافق الاجتماعية بأسماء قادة الدول العربية، وبالإضافة إلى ذلك، أبرمت وزارة السياسة الوطنية والعلاقات الخارجية والصحافة والإعلام الشيشانية مؤخراً اتفاقية تعاون مع الزملاء العرب، وزار المنطقة المدير العام لاتحاد وكالات الأنباء للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، محمد اليامي، للتوقيع على هذه الاتفاقية، وأعرب عن اهتمامه العميق بالتعاون واستعداده لتقديم جميع أشكال الدعم لنشر المعلومات الصادقة عن جمهورية الشيشان بأقصى سرعة، ونخطط في المستقبل، لتطوير العلاقات العملية مع المجتمع الصحفي في الدول العربية.
كيف تنظرون إلى التعاون بين مصر والشيشان؟
مصر والشيشان يجمعهما علاقات قوية ومتينة مبنية على الاحترام المتبادل والثقة والسعي لتطوير الشراكة في مختلف المجالات، وهذا بالطبع يسهم في تعزيز الروابط الودية وتوسيع نطاق التعاون، ويجمعها مجالات متنوعة للتعاون، بدءا من التعليم والقضايا الدينية وصولاً إلى الاقتصاد والسياحة.
كيف يمكن للدول العربية والشيشان مواجهة التحديات المشتركة معاً؟
هناك العديد من التحديات المشتركة التي تواجه الشيشان وروسيا والدول العربية وأبرزها تلك التييفرضها الغرب الجماعي على المجتمع العالمي العاقل، لذا يجب علينا تعزيز التعاون في جميع المجالات، وذلك من خلال التحالف القوي بين الدول التي تدافع عن الأديان التقليدية والقيم الأخلاقية وهو ما يمكن أن يكون رداً على أسلوب الحياة غير الأخلاقي الذي ينشره الغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة، كذلك بين الشيشان والدول العربية العديد من نقاط الالتقاء في المقام الأول منها الدين والقيم المشتركة، وهي أيضاً ذات أهمية كبيرة.