على مدار أكثر من 16 شهرا لم تتوقف الحرب الدائرة في السودان، ولم تنجح أي جهود إقليمية أو دولية في تخفيف وطأتها حقنا لدماء الشعب السوداني، في حرب مستعرة بين الجيش الوطني السوداني وقوات الدعم السريع، رغم الجهود العربية والإقليمية الحثيثة لتضع الحرب أوزارها، حقنا للدماء وحفاظا على ما تبقى من مؤسسات الدولة السودانية.
ومن بين الجهود الرامية لوقف الحرب مجموعة "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان" التي تضم مصروالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السويسري ودولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، والتي عقدت محادثاتها في سويسرا وأصدرت بياناً، بشأن نتائج الاجتماعات التي انطلقت يوم 14 أغسطس 2024 لمدة 10 أيام، وذلك بهدف اتخاذ خطوات ملموسة وفورية لتخفيف معاناة الشعب السوداني وإنقاذ الأرواح وتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.
الحرب أجبرت 10 ملايين على النزوح
ووفقا للبيان الذي أصدرته تلك المجموعة، فإن الحرب التي عانى منها الشعب السوداني على مدى 16 شهراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أسفرت عن إجبار 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وتعرض أكثر من 25 مليون شخص إلى ارتفاع حاد في الجوع إضافة إلى احتمال تعرض مليون شخص للمجاعة.
وأكدت مجموعة "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان" بأنها نجحت خلال الأيام الماضية في تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية، وحصلت على التزامات بتحسين حماية المدنيين، خاصة النساء والأطفال، فضلاً عن إعداد إطار عمل لضمان امتثال الطرفين لإعلان جدة وأي اتفاقيات مستقبلية بينهما، وتمكنت المجموعة من تأسيس شراكة مع العاملين في توفير المساعدات الإنسانية في الخطوط الأمامية، وإشراك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية لإفساح المجال لإيصال الغذاء والدواء والخدمات الطارئة لملايين السودانيين المحتاجين.
ممرات آمنة لايصال المساعدات الإنسانية
ووفقا للبيان الذي أعلنته مجموعة متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان، فإنها حصلت على ضمانات من طرفي الصراع لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق عبر ممرين رئيسيين، هما؛ معبر الحدود الغربي في دارفور قرب أدري، وطريق الدبة، الذي يمكن الوصول إليه من بورتسودان ومن اتجاهي الشمال والغرب، وكذلك لتسيير شاحنات المساعدات لتقديم الإغاثة من المجاعة في مخيم زمزم وأجزاء أخرى من دارفور، مشددة على ضرورة إبقاء الطرق مفتوحة وآمنة لزيادة المساعدات إلى دارفور والبدء في وضع حد للمجاعة، معبرةً عن رفضها لاستخدام الغذاء والتجويع كسلاح حرب.
وفي سبيلها لإيجاد طرق جديدة أكدت الدول المجتمعة أنها ستواصل العمل لإحراز تقدم نحو فتح طريق وصول عبر تقاطع سنار، مع قيام الأمم المتحدة بإجراء دراسة جدوى للطرق الممكن استخدامها لتوصيل المساعدات لكل البلاد، مؤكدة أن تأمين هذه الطرق سيوسع نطاق ايصال المساعدات الإنسانية إلى ما يقارب نحو 20 مليون سوداني معرضين للخطر، مع دعوتها لجميع الأطراف إلى تأمين استمرار التدفق العاجل للمساعدات وتسريعه.
إجراءات فورية لمواجهة العنف ضد المرأة السودانية
وسعيا من مجموعة دول "متحالفون" لمواجهة العنف الوحشي والفظائع المستمرة والانتهاكات الجسيمة ضد المرأة في السودان، طالبت بأهمية اتخاذ الطرفان المتحاربان إجراءات فورية نحو تنفيذ إعلان جدة، الصادر في 11 مايو 2023 وفقاً لقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقاضي بالالتزام بحماية المدنيين في السودان، ووفقًا للبيان الأخير لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وتحقيقاً لهذه الغاية، عملت المجموعة على دعم حماية المدنيين، بما يتفق مع التزامات الأطراف بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وإعلان جدة.
وقالت المجموعة إنها حصلت على التزام من قوات الدعم السريع، بإصدار توجيهات قيادية إلى جميع المقاتلين في صفوفهم بالامتناع عن ممارسة الانتهاكات، بما في ذلك العنف ضد النساء أو الأطفال، واستخدام المجاعة أو نقاط التفتيش للاستغلال، وشن هجمات على الأنشطة الإنسانية والخدمات الأساسية مثل الحقول الزراعية والمزارعين والأنشطة المتعلقة بالحصاد.
وقدمت المجموعة للطرفين المتحاربين آلية امتثال مقترحة تهدف لحل النزاعات وتلقي الشكاوى ومعالجة المشاكل الناشئة المتعلقة بتنفيذ الالتزامات الخاصة بحماية المدنيين بموجب الاتفاقيات القائمة، بما في ذلك إعلان جدة، والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
تقديم الدعم المالي للاستجابة الإنسانية في السودان
وأكدت مجموعة "متحالفون" انفتاحها على انضمام الطرفين إلى محادثات مستقبلية لتخفيف معاناة السودانيين بشكل عاجل، مع التزامها بالاستجابة لمطلب الشعب السوداني بوقف الأعمال العدائية على مستوى البلاد، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كل ولاية في جميع أنحاء البلاد، والتفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية في مناطق مثل الفاشر والخرطوم وسنار.
وتأكيدا على عملها الحثيثة لخدمة الشعب السوداني وحقن دمائه، أكدت المجموعة في بيانهاالتزامها بخدمة الشعب السوداني، ومواصلتها العمل بناءً على ما تحقق من نتائج، مع مواصلتها دعم الأصوات النسائية ودمجها في العملية، وفي الجهود الأوسع نطاقاً الرامية لتحسين إمكانية الحصول على المعونات الإنسانية وحماية المدنيين وإنهاء الحرب، داعية المجتمع الدولي للالتزام بتعهداته بتقديم الدعم المالي للاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة وزيادة ذلك الدعم، بما في ذلك ما تم التعهد عليه في باريس في أبريل 2024.