قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد 11 شهرًا من الحرب | 100 مليار دولار خسائر إسرائيل .. تفاصيل

×

تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر ما أدى لاستشهاد أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

تأثير الحرب على قطاع غزة

أكدت الأمم المتحدة أن 90% من سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، شردتهم الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، في حين أكد الدفاع المدني أن إسرائيل قلّصت مساحة ما تسميها بالمناطق الآمنة للسكان إلى ما يقرب من عُشر مساحة القطاع.

ونقلت وكالة أسوشسيتد برس عن الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 84% من مساحة قطاع غزة أصبحت ضمن منطقة الإخلاء الإسرائيلية، مؤكدة أن لا مكان آمنا في القطاع حاليا.

وأكدت أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تحشر الفلسطينيين في منطقة إنسانية محدودة يشح فيها الغذاء والمياه.

وتم إصدار 13 أمرا بالإخلاء منذ 22 يوليو الماضي، وفقا لإحصاء أسوشيتد برس، مما أدى إلى تقليص كبير في حجم المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل في بداية الحرب، في حين دُفع المزيد من الفلسطينيين إليها أكثر من أي وقت مضى.

من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة أن عمليات وغارات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع قلّصت ما يُعرف بالمناطق الإنسانية الآمنة من 230 كيلومترا مربعا إلى 35 كيلومترا مربعا فقط.

وأوضح الدفاع المدني، في بيان، أنه منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة في أكتوبر الماضي دفع مئات آلاف المدنيين في شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية بمساحة تُقدر بنحو 63% من القطاع، من ضمنها أراضٍ زراعية ومرافق اقتصادية وخدماتية.

وفي مطلع ديسمبر الماضي اجتاح الاحتلال محافظة خان يونس جنوب القطاع، فتقلصت المساحة التي توصف بالآمنة إلى 140 كيلومترا مربعا.

وبعد اجتياحه محافظة رفح في مايو الماضي قلّص الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الإنسانية إلى 79 كيلومترا.

وفي منتصف يونيو الماضي أيضا، زاد الاحتلال من تقليصه المنطقة الإنسانية، لتصل إلى 60 كيلومترا مربعا أي ما نسبته 16% من أرض القطاع، ثم قلّص المساحة المذكورة مجددا إلى 48 كيلومترا مربعا أي ما نسبته 13% فقط.

وخلال أغسطس الجاري وصلت حدود المساحة الآمنة إلى 35 كيلومترا أي ما نسبته عُشر مساحة القطاع تقريبا.

من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بغزة إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية خلال شهر أغسطس الجاري وحده أدت لتشريد 250 ألف فلسطيني.

بدورها، أفادت بلدية دير البلح وسط القطاع بنزوح 100 ألف مواطن من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين وخروج 20 مركز إيواء عن الخدمة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم السبت ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع منذ الـ7 من أكتوبر إلى 40334 شخصا، والمصابين إلى 93356.

وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية وصل منها للمستشفيات 69 شهيدا و 212 إصابة".

وأضافت أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

وأشارت إلى "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40334 شهيدا و 93356 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".

وأهابت صحة غزة "بذوي شهداء ومفقودي الحرب على غزة ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة".

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرارمجلس الأمنالدولي بوقفها فورا، وأوامرمحكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

100 مليار دولار خسائر إسرائيل

قال أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي إن خسائر تل أبيب من الحرب علي قطاع غزة وما تلاها من توسع الحرب مع وكلاء ايران "الحوثيين وحزب الله" تقترب من 100 مليار دولار سواء بشكل مباشر او غير مباشر وان الاقتصاد الإسرائيلي يعاني الانكماش والعجز والتضخم بعد احد عشر شهرا من الحرب .

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد " أن بيانات الجهاز المركزي للإحصاء في إسرائيل، كشفت عن تراجع النمو الاقتصادي على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2024 بواقع نمو 1.2%، بينما واصل نشاط القطاع الخاص تراجعه بنسبة 1.9%، فضلا عن انخفاض صادرات السلع بأكثر من 7% مشيرا الي ان مؤشرات النمو وعجز الموازنة وحتى التضخم لم تعط أي إشارات إيجابية حيث جاءت الأرقام أقل من التوقعات وتعكس فشلا للقطاعات الاقتصادية في التكيف مع تبعات الحرب خاصة قطاعات الإنشاءات والزراعة والخدمات والسياحة.

وقال أبوبكر الديب ان سيتى بنك الأمريكى، وهو أحد أكبر المصارف فى العالم، حذر قبل ساعات من أن العجز المالى فى إسرائيل بات أكثر خطورة ، حيث تشكك وكالات التصنيف الدوليّة فى استعداد الحكومة لإحكام السيطرة على العجز المالى وخلص تحليل البنك إلى أنه قد يكون هناك المزيد من عمليات خفض التصنيف الإئتماني في الأفق خاصة من وكالة "موديز" مشيرا إلى أن فروق العائد على سندات الخزانة الإسرائيلية بالدولار الأمريكي قد ابتعدت بالفعل عن قيمة نسبية محايدة مقابل سندات الخزانة ذات التصنيف A.

وذكر أبوبكر الديب ان توقعات البنك بشأن العجز المالي في إسرائيل جاءت أكثر خطورة، حيث يرى أن العجز باعتباره نسبة من الناتج المحلي الإجمالي يتجاوز الهدف الذي وضعته وزارة المالية البالغ 6.6% ليصل إلى 7.6% وقد أوضح البنك أن توقعاته نابعة من تشككه في استعداد الحكومة لزيادة الضرائب أو السيطرة على نفقاتها الأمر الذي يجعل تلك التوقعات تصل إلى حد النقد الحاد للحكومة الإسرائيلية، وما دفع وكالات الائتمان الدولية إلى إجراء سلسلة من عمليات خفض التصنيف الائتماني هو الشكوك إزاء قدرة الدولة واستعدادها على إصلاح ميزانيتها العمومية".

واوضح ابوبكر الديب أن قطاع الصادرات الإسرائيلي يمثل أحد أكبر القطاعات المتراجعة خلال الربع الثاني حيث انخفض بنسبة 7.1% كما لم تشهد استثمارات الأصول الثابتة أي نمو خلال الربع الثاني، بينما انكمشت الواردات، باستثناء الدفاع والسفن والطائرات، بنسبة 7.3% على أساس سنوي وأظهرت البيانات ركود قطاع البناء الذي يعتمد على العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية، بعد منعهم من دخول إسرائيل منذ بداية الحرب واستمر تصاعد العجز المالي للميزانية خلال شهر يوليو الماضي، مسجلا 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي وتعادل هذه النسبة 155.2 مليار شيكل "47.1 مليار دولار" وهذا العجز في اتساع مستمر، مما يصعّب من قدرة إسرائيل على تحمل كلفة الديون الناتجة لتغطية العجز، خاصة مع ارتفاع الفائدة، على الدولار والشيكل معا.

واشار أبوبكر الديب الي ان الدين العام الإسرائيلي يتخطي 67% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع نحو 63% قبل الحرب على قطاع غزة.

وقدر أبوبكر الديب إجمالي كلفة الحرب بعد 11 شهرا من اندلاعها 100 مليار دولار سواء بشكل مباشراو غير مباشر.

وذكر أبوبكر الديب ان الأسواق الدولية بدأت تفقد صبرها مع إسرائيل حيث انخفض التصنيف الائتماني وزادت علاوة المخاطر، وأكد أبوبكر الديب أن التضخم ارتفع رغم سعى بنك إسرائيل المركزي إلى خفض التضخم 3%، عبر رفع الفائدة منذ بداية النصف الثاني من عام 2022، كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بمعدل 3.2% على أساس سنوي في يوليو صعودا من 2.9% في يونيو بعد ارتفاع أسعار الإسكان والغذاء والفواكه والخضراوات والثقافة والترفيه والإيجارات وصيانة المساكن كما ارتفعت الديون للمالية الإسرائيلية حيث عمدت إلى الاستدانة بسبب الحرب 43 مليار دولار خلال 2023.

وقال الديب انه قبل ساعات ايضا خفض بنك الاستثمار الأمريكى "جى.بى.مورجان" توقعاته لنمو الناتج المحلى الإجمالى فى إسرائيل إلى 1.4% فقط بنهاية 2024، بعد أن كانت 1.6% فى توقعات سابقة فيما خفضت وكالة "فيتش" التصنيف الائتمانى لإسرائيل من A+ إلى A مع نظرة سلبية احتمالا كبيرا لتخفيض إضافي قريب والذي يأتي بعد خطوات مشابهة من وكالتي التصنيف الائتماني "موديز و ستاندرد آند بورز" في النصف الأول من العام الجاري 2024 بسبب استمرار الحرب بقطاع غزة والمخاطر الجيوسياسية على المنطقة بأكملها.

وقال أبوبكر الديب ان التكلفة الإجمالية لخسارة المنتجات الغذائية خلال 6 أشهر من الحرب بلغت 270 مليون دولار، وشملت فقدان منتجات زراعية بقيمة 181 مليون دولار، وتكلفة بيئية بقيمة 36.5 مليون دولار، وتكلفة صحية بحوالي 56.8 مليون دولار نتيجة استهلاك غذاء أقل صحة، ما أثر على صحة السكان، كما أن حجم القوى العاملة في قطاع الزراعة، والتي تضم عمالا أجانب وفلسطينيين، تراجع بنحو 40% وتسببت الحرب بخسارة إضافية تقدر بـ 150 ألف طن من المنتجات الزراعية خلال الأشهر الستة الأولى للحرب، وفق مسح مشترك لوزارتي شؤون البيئة والصحة الإسرائيليتين.

وذكر أبوبكر الديب انه في بداية الحرب أجلت الحكومة الاسرائيلية 250 ألف إسرائيلي من منازلهم ونزحوا من الجنوب إلى الشمال، وتم إيوائهم في 438 فندقا ومنشأة، ولم يستطيعوا العودة إلى منازلهم حتي الان وهو الأمر الذي كلف قوات الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها 6.4 مليار شيكل أي 1.8 مليار دولار وأنفقت وزارة السياحة نحو 800 مليون دولار خلال 6 أشهر لتغطية تكاليف إقامة النازحين في الفنادق.

واوضح ابوبكر الديب ان قطاع السياحة كان يساهم بما يصل إلى 2.5% في الناتج المحلي قبل الحرب، وأصبح من أبرز المتضررين، حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي في يوليو الماضي، إلى أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا إسرائيل انخفض بنسبة 75% في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وكان القطاع يوفر 150 ألف فرصة عمل، وهو ما يعادل 3.8% من إجمالي الوظائف في الاقتصاد كما أعلن وزير السياحة حاييم كاتس مؤخراً أنه سيتم تخصيص 200 مليون شيكل إضافية لترميم الفنادق بعد إخلاء النازحين كما عاني قطاع الطيران ضغوطا كبيرة حيث تراجعت الحركة في مطار "بن جوريون" منذ بدء الحرب وخسرت هيئة المطارات الإسرائيلية نحو 900 مليون شيكل (242 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري.

ولفت الديب ان حوالي 67 ألف موظف تغيبوا عن العمل في يونيو بسبب الحرب، وهو ما يشكل نحو 2% من إجمالي الموظفين، بانخفاض نسبته 10% مقارنة بشهر مايو، وفقا لتقرير وزارة المالية الإسرائيلية وان 77% من الغائبين كانوا من الرجال، بسبب التجنيد الاحتياطي.

وتوقع ابوبكر الديب ان تفقد الضرائب الإسرائيلية 40 مليار شيكل اي 11 مليار دولار خلال العام المالي الحالي والمقبل فضلا عن ارتفاع المخاطر السيادية.


وقال انه حسب تقديرات وزارة التجارة الإسرائيلية، فإن نحو 60 ألف شركة ستغلق أبوابها بلا رجعة ما سينتج عنه آثارا كبيرة على القطاعات والمؤشرات الاقتصادية.

وذكر أبو بكر الديب ان بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي ووزارة العمل، كشفت انخفاضا في استثمارات قطاع التكنولوجيا، وتسريح العمال، وانهيار شركات ناشئة سريعة النمو وتعاني صناعة التكنولوجيا في إسرائيل من أزمة كبيرة وتراجعت الاستثمارات وانهارت الشركات الناشئة سريعة النمو بانخفاض يزيد على 75% وباتت الكثير من الشركات الناشئة في إسرائيل تعاني الإفلاس.

وأضاف أبوبكر الديب ان الإنفاق الحكومي ارتفع منذ بداية العام فوق 300 مليار شيكل 81.72 مليار دولار، بزيادة 34.2% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي وترجع الزيادة الرئيسية في العجز إلى زيادة الإنفاق على الدفاع والوزارات المدنية جراء الحرب.