تمتلك محافظة الوادي الجديد العديد من المقومات البيئية الطبيعية والتي شيد بها معظم المواطنين منازلهم البسيطة، حيث عرف أهالي الواحات "الطوب اللبن" منذ القدم، وشيدت به الدواوين ومنازل الأعيان، أما عامة الناس فكانت منازلهم عبارة عن عشش وأكواخ من الطين.
يقول المرشد السياحي صبري عبد السلام إن جميع بيوت البسطاء في الماضي بنيت بالطوب اللبن، ولم يكن أحد يعرف الطوب الأسمنتي، وكانت هناك مجموعات من الشباب مخصصة لمسح الطوب اللبن، فجميع منازل الواحات بنيت بالطوب اللبن.
وأضاف أن مسح الطوب ينقسم إلى نوعين: طوب نيئ أو لبن، وطوب محمي ظهر في أواخر الستينات وكان مسحه يتطلب فورمة من الحديد، أما الطوب اللبن فيحتاج قالبا من الخشب.
وأوضح أن مهنة مسح أو ضرب الطوب عرفت من عشرات السنين، وكانت مهنة صعبة وشاقة، وكانت بمثابة فرصة العمل الوحيدة للشباب في إجازة المدارس، حيث كان يلتف حوله العديد من الشباب ليعمل معه في مهنة مسح الطوب لتوفير مصاريف المدارس.
وأشار عبد السلام إلى أن عملية ضرب الطوب تبدأ أولا بتجهيز الرمل والطفل ثم يتم عجنه داخل معجنة مخصصة لذلك، وبعد ذلك يتم تجهيز قالب خشبي يستخدم لمسح الطوب، لافتة إلى أن معظم البيوت الريفية المتواجدة من صنع يده.
وذكر أن مرحلة مسح الطوب تليها مرحلة البناء، والبناء بالطوب اللبن عبارة عن رص قوالب بنظام خاص وربطه ببعضه بالمونة للحصول على كتلة واحدة جميع أجزائها متماسك بشكل يضمن حسن مقاومتها للأحمال الزائدة التى تتعرض لها.
ونوه إلى أن هناك أحياءً في الخارجة القديمة والداخلة بنيت بالكامل بالطوب اللبن، فضلا عن القرى الإسلامية التي ما زالت متواجدة حتى الآن.
وأكد أنه رغم ظهور المباني الحديثة واختفاء المباني التي شيدت بالطوب اللبن، إلا أنها بدأت في الظهور مرة أخرى، حيث يتنافس أصحاب القرى السياحية على الطوب اللبن لتشييد المنشآت السياحية بالخامات البيئية البسيطة.
وأضاف أن البيوت المشيدة بالطوب اللبن تعتبر ذات تكييف رباني، ولها فوائد صحية كبيرة، أولها أن هذه البيوت لا تدخلها الرطوبة فضلًا عن كونها دافئة في فصل الشتاء ورطبة في فصل الصيف بدون أي تكييفات، والقرى التي شيدها المعماري العالمي حسن فتحي خير دليل على ذلك، حيث تم تشييدها بالطوب اللبن والخامات البيئية.
وطالب عبد السلام المسئولين وعلى رأسهم اللواء محمد الزملوط، محافظ الإقليم، ووزير السياحه ووزير الآثار، بالنظر للتنمية السياحية في الوادي الجديد وتشغيل القرى السياحية في المحافظة، وعلى رأسها الصرح الذي شيده المعماري حسن فتحي بقرية باريس.