لا يزال العدوان الإسرائيلي يحصد أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، بسبب الحصار المفروض على السكان جراء إغلاق جميع المعابر، بالإضافة إلى قصف شتى مناطق القطاع، وتفاقم الأزمة الإنسانية وتردى الأوضاع الصحية.
وفي هذا السياق، نشرت وكالة “فرانس برس” تقريرا بشأن الأوضاع الصحية في قطاع غزة، كشفت فيه أن نقص الوقود انتشر على نطاق واسع في القطاع بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب، ما أدى إلى مزيد من تقييد الخدمات في المستشفيات التي لا تزال مفتوحة.
وعن الظلام في غزة، قالت "فرانس برس" إن المواطن الفلسطيني أيمن زقوت الذي واجه صعوبة بالغة في الوصول حتى إلى مستشفى كمال عدوان، الواقع في بيت لاهيا، بسبب الضربات الإسرائيلية وأوامر الإخلاء، بمجرد دخوله المستشفى، اكتشف أنه سيتلقى العلاج في الظلام في الغالب.
وقال لوكالة “فرانس برس” هذا الأسبوع، وهو يتجهم من الألم وهو يكافح المغص الكلوي: "لم تكن هناك كهرباء، ولا أعرف كيف سيتمكنون من علاجي في هذه الظروف".
وقال الطبيب محمود أبو عمشة إن أيمن زقوت كان محظوظا لأنه تلقى العلاج، فبعد فترة وجيزة من وصوله، "توقف المستشفى عن استقبال المرضى" تماما، كما قال الطبيب محمود أبو عمشة، مشيرا إلى أن "المنظمات الدولية لم تعد تزوده بالوقود اللازم للمولدات".
وذكر أبو عمشة أن نقص الوقود قد يكون قاتلاً في القريب العاجل، مضيفا أن "الأطفال في الحاضنات مهددون بالسكتة القلبية والموت، وهناك أيضًا سبع حالات في وحدة العناية المركزة، وسوف يموتون بسبب نقص الوقود".
ولا يزال بوسع المسعفين في مستشفى كمال عدوان اللجوء إلى الطاقة الشمسية، لكن أبو عمشة أشار إلى أنه لا يمكن استخدامه للمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة كهربائية على مدار 24 ساعة.
كما أن نقص الوقود يجعل من الصعب تشغيل سيارات الإسعاف.
وينتظر مستشفى العودة، في شمال غزة، بفارغ الصبر وصول شحنة من الوقود لإعادة تشغيل مولداته، بحسب ما قاله القائم بأعمال مدير المستشفى محمد صالحة لوكالة “فرانس برس”.
وقال صالحة: "قبل يومين، أغلقنا بعض الخدمات وأرجأنا العمليات وهذا يعرض المرضى والجرحى للخطر".
ومنذ ذلك الحين، يقدم المستشفى "الحد الأدنى من الخدمة" فقط بفضل مستشفيات أخرى "تبرعت بجزء من مخزونها من الوقود".
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلية عمليات توغل كبيرة داخل المستشفيات طوال العدوان، ولا يزال لدى سكان غزة 16 مستشفى فقط تعمل، وكلها تعمل جزئيا، لخدمة سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين نزح جميعهم تقريباً مرة واحدة على الأقل وسط القتال العنيف.
وفي الأيام الأولى من العدوان، توقفت محطة الطاقة الوحيدة في غزة عن العمل وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء ومنذ ذلك الحين، بدأ الوقود يتسرب عبر نقاط التفتيش التي تسيطر عليها إسرائيل.