تبذل الدولة جهودا كبيرة في ملف الغاز الطبيعي مما يجعل لها دور محوري في سوق الطاقة العالمية، وبالتالي جذب الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع الغاز الطبيعي.
وقامت مصر بجهود حثيثة لوضع الإصلاحات القانونية والتنظيمية الأخيرة التي عكست مدى التفاني لجذب وتأمين الاستثمارات في الغاز الطبيعي.
تصدير لحقل غاز ضخم في أفريقيا
بدأت مصر تصدير مجمع رؤوس الآبار، إلى حقل نفط وغاز ضخم في أفريقيا، في خطوة من شأنها أن تدعم جهود القاهرة الهادفة إلى القيام بدور محوري في صناعة الطاقة العالمية.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، صُدِّرَت الشحنة الأولى من مجمع رؤوس الآبار، التي تعدّ عنصرًا أساسًا في عملية التحكم في الإنتاج من حقول النفط والغاز، إلى حقل نفط وغاز تديره شركة إيني الإيطالية.
تأتي الخطوة المهمة في إطار إستراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية الهادفة إلى زيادة التعاون مع الشركات العالمية، إذ إنه لأول مرة في مجال تصنيع منشآت المياه العميقة، تمّ تصنيع مجمع رؤوس الآبار (Aptara Modular Compact Manifold) في "يارد المعدية" التابع لشركه بتروجت، لتشغيله في حقل بالين بساحل العاج.
ويعدّ مجمع رؤوس الآبار هيكلًا بحريًا متطورًا يُرَكَّب تحت سطح البحر، ويعدّ جزءًا من أسرة من المعدّات البحرية الخفيفة والذكية، المصممة لتقليل التكلفة الإجمالية الكلية طوال عمر الحقل.
وصُمم مجمع رؤوس الآبار، الذي صدّرته مصر إلى ساحل العاج، بتكنولوجيا حديثة، ويتميز بالوزن الخفيف، ما يخفض تكلفة التركيبات البحرية.
وتعمل شركة بتروجت، بالتعاون شركة بيكر هيوز (Baker Hughes) الأميركية، التي صممت النظام خصوصًا لمشروعات النفط والغاز الكبرى، لتصنيع هذه المنشآت في "يارد بتروجت" البحري بالمعدية في الإسكندرية، لتُصَدَّر إلى الخارج، تحت شعار "صنع في مصر".
وقامت شركة بتروجت بتصنيع وتسليم المكونات النهائية لمشروع حقل بالين بساحل العاج -المرحلة الثانية، إلى شركتي بيكر هيوز وإيني، والمتضمنة تصنيع أول هيكل مجمع رؤس أبار (Aptara Modular Compact Manifold ).
ونجحت شركة بتروجيت بتنفيذ المعدّات المطلوبة في 11 شهرًا فقط، ما يعدّ زمنًا قياسيًا في هذا النوع من المنشآت، وتمّ التحميل النهائي للتوجّه إلى مشروع بالين المرحلة الثانية.
ووجّهت شركة بيكر هيوز الشكر لشركة بتروجت ويارد المعدية بالإسكندرية لتسليمها المكونات النهائية لمشروع حقل بالين المرحلة الثانية، والمصنّعة بأعلى المقاييس العالمية في الجودة، وفي الوقت المحدد، مع الالتزام بالكفاءة وقواعد التصنيع والتشغيل الآمن بأعلى معايير الصحة والسلامة المهنية.
ويستعد حقل بالين في ساحل العاج لمرحلة التطوير الثانية، بعد أن بدأ الإنتاج من مرحلته الأولى قبل عام (في أغسطس 2023)، وعقب 3 أعوام من اكتشافه في سبتمبر سنة 2021.
وتُشير التوقعات إلى أن نهاية العام الجاري 2024 ستشهد الانطلاقة الفعلية لمرحلة التطوير الثانية من الحقل، بما يمثّل امتدادًا لأعمال شركة إيني الرائدة في ساحل العاج منذ 9 سنوات.
ولا يعدّ حقل بالين مجرد حقل نفط وغاز ضخم فقط بالنسبة لشركة "إيني"، بل وصفته -قبل عام- بأنه أكبر اكتشاف هيدروكربونات في الحوض الرسوبي للبلاد، وأول مشروعات الشركة في أفريقيا يعمل بتقنيات مخفضة لانبعاثات النطاقين 1 و2.
وتشكّل المرحلة الثانية من تطوير الحقل المرتقبة بحلول ديسمبر 2024 إضافة ثرية لموارده، بما يُقدَّر يوميًا بنحو 60 ألف برميل نفط، و70 مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
ويقع الحقل في نطاق مربعَي تطوير تديرهما الشركة الإيطالية في ساحل العاج، وتُقدَّر احتياطياته بنحو 2.5 مليار برميل نفط، و3.3 تريليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
رائدة في الشرق الأوسط
و قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات إن خطوة تصدير مجمع رؤوس الآبار، إلى حقل نفط وغاز ضخم في أفريقيا، يعني ان مصر بدأت في الطريق الصحيح نحو إعادة اكتشاف قدراتها وامكانياتها حتى تكون قادرة بالقيام بدور هام في صناعة الطاقة في الشرق الأوسط ومن ثم يكون لها ركيزة أساسية في صناعة الطاقة العالمية من خلال كل هذه التحالفات ومن خلال اتاحة الفرص والعمل على استغلال ما لديها من إمكانيات وقدرات وخبرات في هذا المجال.
وأضاف الدكتور خالد الشافعي خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أن هذا المجال في النهاية سيصب في صالح الدولة المصرية ولصالح ان تكون مصر قادرة على ان يكون لها الدور المحوري الهام في صناعة الطاقة العالمية .
من جانبه قال الدكتور السيد خضر الخبير الاقتصادي، إن هذه الخطوة إنجازا مهما لمصر في توسيع قاعدة صادراتها النفطية والغازية، وتعزيز موقعها كلاعب إقليمي بارز في قطاع الطاقة، وهي تؤسس لمزيد من الفرص التنموية والتجارية في المستقبل من خلال زيادة الصادرات والإيرادات تصدير رؤوس الآبار إلى حقول النفط والغاز في إفريقيا سيوفر مصدر جديد للإيرادات للدولة ، و هذا من شأنه مساعدة مصر على زيادة صادراتها وتعزيز موقعها كلاعب إقليمي في قطاع الطاقة، تطوير الصناعة المحلية هذه الخطوة ستدفع بمصر نحو تطوير قدراتها في تصنيع وتصدير مكونات الحفر والإنتاج النفطي .
وأضاف لــ"صدى البلد ": هذا سيساهم في بناء قاعدة صناعية محلية متخصصة في هذا المجال، التعاون الإقليمي تصدير رؤوس الآبار إلى أفريقيا يعزز التعاون بين مصر والدول الأفريقية في قطاع الطاقة، هذا قد يفتح المجال لمزيد من الفرص التجارية والاستثمارية المشتركة في المستقبل، تنمية الخبرات الفنية هذه الخطوة ستتيح لمصر فرصة لتنمية الخبرات الفنية والتكنولوجية لدى العاملين في قطاع النفط والغاز، هذا سيعزز قدرة مصر على المنافسة في هذا المجال على المستوى الإقليمي والدولي .
تدفق العملة الصعبة
وتابع: هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير في تعزيز جهود مصر للقيام بدور محوري في صناعة الطاقة العالمية، وذلك من عدة جوانب التموضع الإقليمي تصدير رؤوس الآبار إلى أفريقيا سيساعد مصر على ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي رئيسي لصناعة الطاقة، وهذا سيعزز من قدرة مصر على لعب دور قيادي في تنسيق الجهود وسياسات الطاقة على المستوى القاري، وبناء القدرات التصديرية هذه الخطوة ستسمح لمصر ببناء قدرات تصنيعية وتصديرية متقدمة في مجال رؤوس الآبار ، كما سيعزز من قدرة مصر على المنافسة والتصدير في الأسواق العالمية لمكونات صناعة النفط والغاز، التعاون الدولي والشراكات تصدير رؤوس الآبار إلى أفريقيا سيفتح الباب أمام مزيد من التعاون والشراكات مع الدول الأفريقية في مجال الطاقة .
وواصل: وفى النهاية هذا سيسهم في بناء شبكة علاقات دولية قوية تعزز من موقع مصر الاستراتيجي والمحوري في الساحة العالمية، وكذلك ستجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط والغاز المصري ، وبالتالى سيعزز من قدرة مصر على تطوير البنية التحتية وتوسيع القدرات الإنتاجية في هذا المجال كما ستعمل على تدفق مزيد من العملة الصعبة .