تشهد الساحة الصحية الدولية تصاعدًا في حالات الإصابة بفيروس جدري القرود، حيث تم الإبلاغ عن حالات جديدة في بلدان بعيدة جدًا عن موقع التفشي الأولي في شرق إفريقيا. هذا الفيروس، الذي ظهر لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ينتشر الآن بسرعة في مناطق جديدة، مما يثير قلقًا متزايدًا لدى السلطات الصحية.
حتى الآن، تم تأكيد حالات إصابة بفيروس جدري القرود في أربع دول خارج القارة الإفريقية: السويد، تايلاند، الفلبين، وباكستان. وقد أبلغت 14 دولة إفريقية عن حالات إصابة، مما يعكس توسعًا ملحوظًا للفيروس.
وفي تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، تم الإعلان عن أن الفيروس يمثل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا". ورغم أن المنظمة أكدت أن جدري القرود ليس "كوفيد جديد"، إلا أن التحذير الثاني المتعلق بالفيروس خلال عامين يعكس خطورة الوضع.
تُعزى الموجة الحالية من التفشي إلى نوع جديد يُعرف بـ Clade 1، والذي يُعتقد أنه أكثر خطورة من السلالات السابقة. ينتقل الفيروس بشكل رئيسي من خلال الاتصال المباشر بالجلد، وقد انتشر في البلدان الإفريقية منذ عام 2022. تم اكتشاف نوع جديد من Clade 1 يُعرف بـ Clade 1b في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2023، ويُعتقد أنه يزداد انتشارًا في البلدان المجاورة.
بالتوازي مع ذلك، لا يزال نوع آخر من الفيروس يُعرف بـ Clade 2 ينتشر بمعدل أقل، وهو النوع الذي تسبب في تفشي عالمي في عام 2022. على الرغم من أن Clade 2 يُعتبر أقل شدة من حيث الأعراض، إلا أن الحالات لا تزال تُسجل في مختلف البلدان.
الوضع الحالي وتوقعات المستقبل
تظل جمهورية الكونغو الديمقراطية الأكثر تضررًا من تفشي الفيروس، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 13,000 حالة وفاة، معظمها بين الأطفال دون سن الخامسة عشر. وتواجه الدول المجاورة مثل كينيا، رواندا، وأوغندا تفشيًا متزايدًا للفيروس، مما يعزز من مخاوف السلطات الصحية في القارة.
في آسيا، أبلغت الفلبين وتايلاند وباكستان عن حالات إصابة جديدة بالفيروس هذا الشهر. في السويد، تم تسجيل حالة إصابة واحدة بـ Clade 1، مما يشير إلى احتمالية تفشي الفيروس في أوروبا.
مع زيادة حركة السفر الجوي بين أوروبا وإفريقيا، يُتوقع تسجيل المزيد من الحالات في أوروبا. ومع ذلك، إذا تم تشخيص الحالات بسرعة وتم تطبيق إجراءات الرصد والتتبع، فقد يكون هناك أمل في السيطرة على الانتشار في أوروبا.
في الوقت الحالي، لم يتم الإبلاغ عن حالات جديدة في الأمريكتين أو الشرق الأوسط، ولكن ينبغي أن تبقى هذه المناطق على أهبة الاستعداد.
ختامًا، انتشار فيروس جدري القرود يمثل تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب تنسيقًا دوليًا ومراقبة مستمرة. وبينما يتزايد الخطر في مناطق جديدة، تظل القدرة على التحكم في الفيروس مرهونة بالاستجابة السريعة والفعالة من قبل السلطات الصحية العالمية.