حقيقة انتشار جدري القرود في مصر.. تسود حالة من القلق والتوتر الكبير حول العالم بسبب انتشار فيروس جدري القرود، والذي يقلق كافة سكان الدول حول العالم من الإصابة به أو التعرض لحاملي الفيروس المتنقل، وذلك بسبب أعراضه التي انتشرت في العديد من الدول مع إثبات وجود حالات، عقب إعلان حالة الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية.
وتسائل العديد من المصريين بخصوص وجود حالات إصابة بـ فيروس جدري القرود داخل مصر، ومدي صحة وصول الفيروس المنتشر وخطورته علي المصريين، ومن جانبه كشف مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية عن حقيقة رصد حالات إصابة بفيروس جدري القرود في مصر، في ظل انتشار الفيروس.
حقيقة انتشار جدري القرود في مصر
وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اليوم"، المُذاع عبر فضائية "دي إم سي"، أنه لم يتم رصد أي إصابات بفيروس جدري القرود في مصر.
وأشار الدكتور محمد عوض تاج الدين، أنه يوجد حالة من الترقب والحذر ومراقبة للحالات القادمة، كما أن الحجر الصحي يراقب كل الأمراض المنقولة من أي بلد في العالم، بالإضافة إلي تدريب الكوادر الطبية على كيفية التعامل مع حالات جدري القرود عند ظهورها.
ظهور جدري القرود في الكونغو الديمقراطية
وكشف مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، أنه تم رصد بؤرة لانتشار جدري القرود في الكونغو الديمقراطية بين القرود، والذي قد ينتقل للإنسان، معقبًا أن جدري القرود كان مرضًا خطيرًا في السابق، وقد تخلص منه العالم باللقاحات والتطعيمات، كما تم رصد حالات إصابة للإنسان عام 2022 لكنها كانت حالات قليلة وتم السيطرة عليها.
وتابع محمد عوض تاج الدين: "الأزمة الآن أن الحالات تزيد في إفريقيا وخرجت عن الكونغو الديمقراطية إلى أن وصلت إلى السويد وبعض بلدان جنوب شرق آسيا، منتقلة من الشرق الأوسط"، معقبًا أن هناك نوع من الاحتراز ضد هذا المرض، كونه مرض فيروسي معدي ويتميز بظهور طفح جلدي وأعراض أخرى تصيب الإنسان من حرارة وتكسير في الجسم.
تقرير وزير الصحة بشأن جدري القرود
ومن جانبه، استعرض الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، تقريرًا عن الحالة الوبائية لفيروس جدري القرود، خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس الخميس، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، وأكد وزير الصحة أنه طوال 2024 وحتى تاريخه، لا توجد لدينا حالات مُصابة بفيروس جدري القرود.
وأشار وزير الصحة والسكان، إلى أن مرض جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ ينتقل إلى الإنسان من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن يظل انتشاره من إنسان إلى آخر محدودًا، ويتطلب الاختلاط الوثيق بالشخص المُصاب، وتحدث طرق انتشار العدوى إمّا من خلال الحيوان إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الحيوان أو من الأم إلى الطفل.
أعراض جدري القرود
واستعرض الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، أكثر الأعراض ظهورًا بين المصابين بفيروس جدري القرود ونسبة حدوثها، والتي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والوهن، وتورم الغدد الليمفاوية، والطفح الجلدي، وآلام العضلات، والحكة، وحدوث تقرحات بالفم، والتهاب بالحلق.
ولفت وزير الصحة، إلى أن إجمالي الإصابات عالميًا تخطت 99 ألفًا و500 حالة، بينما إجمالي الوفيات بلغت 207 حالات حتى 14 أغسطس الجاري، مضيفًا أنه حدث توسّع جغرافي بالقارة الأفريقية للفيروس خلال شهري يوليو وأغسطس 2024، وهو ما استدعى منظمة الصحة العالمية لإعلان تفشي جدري القرود حالة طارئة صحية عامة تُثير قلقًا دوليًا.
تحديث ونشر الدليل الإرشادي
وكشف الدكتور خالد عبدالغفار، عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان بشأن مرض جدري القرود، وتم تحديث ونشر الدليل الإرشادي للتعامل مع الفيروس، كما أنه تم تحديثه مرة أخرى بعد إعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ العالمية، وتم نشر الدليل الإرشادي في جميع المحافظات بتاريخ 18 أغسطس 2024.
كما تم تدريب العاملين، بأقسام الحجر الصحي بالمنافذ، على إمكانية التعرف على الحالات المصابة وتطبيق الدليل الإرشادي، وتم تنشيط ترصُد المرض ونشر الإجراءات التي يجب تنفيذها للاكتشاف المُبكر للحالات والإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها.
وفي سياق متصل، كشف مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان، عن تفاصيل التحديث التي أجرته الوزارة على الدليل الإرشادي الخاص بفيروس جدري القرود، إذ تضمن آلية التشخيص، وفترة حضانة المرض، وكذلك أعراض وعلامات المرض وفقًا لما أوضحته منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تشخيص المرض بين إليكينيكي ومعملي وتفريقي.
بروتوكول العلاج
وتابع المصدر، أنه يوجد تحديث طرق على العلاج بالنسب للحالات الخفيفة إلى المتوسطة، وهو خاص بالأطباء فقط، كما يتضمن الدليل الإرشادي علي مجموعة من الإجراءات الاحترازية لتعميمه داخل المستشفيات والوحدات الصحية.
وأكد المصدر، أن جدري القرود فيروس له علاج ضمن البروتوكول العلاجي الخاص بالفيروسات التنفسية وله لقاح، ويؤخذ بواسطة قرار من وزارة الصحة على عكس جائحة كورونا في بدايتها، موضحًا أن الوضع الوبائي من الناحية العلمية لا يشير إلى أنه سيأخذ منحنى الجائحة، لكن لا بد من أخذ الحذر من انتشار المرض، وهو ما قامت به وزارة الصحة على جميع المنافذ البرية والبحرية.