لحظاتٌ صعبةٌ تعيشُها مفاوضاتُ وقفِ إطلاقِ النارِ في قطاعِ غزةَ على الرغمِ مِنَ الجَهدِ الكبيرِ الذي يبذلُهُ الوسطاءُ في مصرَ وقطرَ من أجلِ الوصولِ إلى اتفاقٍ، وإنهاءِ المعاناةِ الإنسانيةِ لأكثرَ من مليونَي فلسطيني من أبناءِ القطاعِ المُحاصَرِين.

بايدن

وقُبَيلَ انعقادِ جولةٍ جديدةٍ من المفاوضاتِ، أكدَ الرئيسُ الأمريكيُّ جو بايدن خلالَ اتصالٍ هاتفيٍّ مع رئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحاجةِ المُلِحةِ لإبرامِ اتفاقٍ لوقفِ إطلاقِ النارِ في غزةَ، كما طالبَ نتنياهو بإبداءِ مرونةٍ أكثرَ مِن أجلِ إنجاحِ المفاوضاتِ وإتمامِ الاتفاقِ في غزة.

بلينكن

مكالمةُ بايدن جاءَت بعدَ جولةٍ كلاسيكيةٍ قامَ بها وزيرُ الخارجيةِ الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرقِ الأوسطِ هي التاسعةُ منذُ اندلاعِ العدوانِ لبحثِ جهودِ وقفِ إطلاقِ النارِ في قطاعِ غزةَ وإجراءِ صفقةٍ جديدةٍ للإفراجِ عن المحتجزينَ والأسرى، جولةٌ لم تَحمِلْ أيَّ جديدٍ ولم تنجحْ في إنهاءِ المعاناةِ التي يتعرضُ لها سكانُ قطاعِ غزةَ منذُ السابعِ مِن أكتوبرَ الماضي.

نتنياهو

ويعملُ رئيسُ الوزراءِ الإسرائيليُّ بنيامين نتنياهو على فرضِ إستراتيجيةٍ ترتكزُ على تغييرِ العقليةِ الإسرائيليةِ وخلقِ معادلةٍ جديدةٍ يمكنُ مِن خلالِها الاستغناءُ عن المحتجزينَ، حيثُ يستخدمُ العمليةَ التفاوضيةَ كأداةٍ مِنَ الأدواتِ لخلقِ مساحةٍ رَماديةٍ لا تُنهِي العدوانَ أو تحسمُ المفاوضاتِ لتحقيقِ أكبرِ مكاسبَ شخصيةٍ له وخوفا من المساءلةِ عن أحداثِ السابعِ من أكتوبرَ أيضا.

قطاع غزة

يأتي هذا في الوقتِ الذي يعملُ فيه الوسطاءُ على صياغةِ مُقتَرَحٍ لعمليةٍ مِن ثلاثِ مراحلَ تَقضِي بإطلاقِ حماس سراحَ جميعِ المحتجزينَ مقابلَ إطلاقِ سراحِ الأسرى الفلسطينيينَ، وانسحابِ إسرائيلَ مِن غزةَ، ووقفٍ دائمٍ لإطلاقِ النارِ وهي الجهودُ التي يُعرقلُها نتنياهو.

حربُ إبادةٍ وتجويعٍ وتهجيرٍ وتدميرٍ يَشُنُّها الاحتلالُ على قطاعِ غزةَ منذُ أحدَ عشرَ شهرا، راحَ ضحيتَها أكثرُ مِن مئةٍ وأربعينَ ألفَ شهيدٍ وجريحٍ فلسطيني، في ظِلِّ معاناةٍ إنسانيةٍ كبرى يشهدُها القطاعُ المُحاصَر.