شهدت محكمة مستأنف القاهرة، اليوم، المنعقدة في التجمع الخامس، كواليس مثيرة في محاكمة سائق أوبر المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع.
في السطور التالية، نرصد تفاصيل القضية، حيث قضت محكمة مستأنف القاهرة بتخفيف حكمها على سائق أوبر المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع بالسجن 5 سنوات عن تهمة حيازة المخدرات، وأصدرت حكم البراءة في تهمة الخطف.
وحضر المتهم اليوم من محبسه في تمام الساعة الحادية عشرة وسط حراسة أمنية مشددة، حيث تم إيداعه داخل الحجز الخلفي بمبنى المحكمة، وبعدها تم نقله إلى قفص الاتهام، وأصدر قاضي المحكمة حكمه السابق.
وفور نطق الحكم، ظهرت علامات الخوف والترقب على أحد أفراد أسرة المتهم، وبعدها قال في تصريحات صحفية إن الله هو العدل وظهر الحق بأن السائق لم يشرع في خطف فتاة الشروق.
فيما غادر والد حبيبة الشماع مقر محكمة جنايات القاهرة متأثراً بعدما ظهرت عليه ملامح الحزن على وجهه، وذلك بعد قرار المحكمة بتخفيف الحكم على المتهم في تعاطي المخدرات وبراءته من الشروع في خطف حبيبة الشماع.
وقال محامي سائق أوبر المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع إنه سوف يتقدم بطلب طعن على الحكم الصادر من محكمة الاستئناف بالسجن 5 سنوات في تهمة تعاطي موكله للمواد المخدرة.
وأكد محامي سائق أوبر في تصريحات لـ"صدى البلد" أنه سيقدم الطعن خلال أيام.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، قد عاقبت سائق أوبر المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع "فتاة الشروق" بالسجن 15 عاماً وتغريمه 50 ألف جنيه، وألزمته بالمصاريف الجنائية.
تم إيداع المتهم قفص المحكمة مرتدياً ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء حاملاً بيده مصحفاً، وبعد تلاوة أمر إحالة النيابة العامة المتهم لمحكمة الجنايات، أنكر الاتهام مردداً: "أقسم بالله برئ". وطالب ممثل النيابة العامة في بداية الجلسة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، قائلاً: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلم، فإن المتهم روع أمة بأكملها، فقد روع حبيبة الشماع، أي إثم هو أشد من إرهاب تلك الروح البريئة؟»، وأضاف ممثل النيابة: «كيف لشابة في ريعان شبابها أن تهم بالقفز من سيارة مسرعة على طريق سريع، غير أنها فضلت الموت على أفعال المتهم؟».
وأضاف ممثل النيابة: «أقر المتهم خلال التحقيقات بأنه يتعاطى المخدرات قائلاً: "أنا بشرب تفاريح"، شربت قبل الواقعة بأسبوع، واشتريت قبل الواقعة بعدة أيام. لقد ترك المجني عليها في دمائها ثم ذهب إلى بيته وأشعل سيجارة مخدر الحشيش. فأي خسة تلك وأي عقلية شيطانية تلك؟».
وأوضح أن المتهم مجرم وطاشت أحلامه وعميت بصيرته، فماذا سيكون لك أيها المجرم بعد أن اقترفت جنايتك؟ ستطاردك روح حبيبة في كل مكان، سيطاردك شكل وجهها وهي في آخر اللحظات، وسيطوف حولك خوفها وفزعها حين ألقت بجسدها في الطرقات. فأعلم أن ميزان العليم لا يترك مثقال ذرة إلا ورصدها.
واستمعت المحكمة إلى طلبات دفاع المتهم، بأن المتهم لم يشرع في خطف حبيبة الشماع، وطلب أمام المحكمة ببراءة موكله لوجود خلل في التحريات، وأن التحريات جاءت غير كاملة. وذكر الدفاع أن الشاهد الوحيد ذهب إلى المباحث للإدلاء بشهادته دون أن يتم استدعاؤه من قبل النيابة، وأن أقوال شاهد الإثبات متناقضة، وأنه من المعلوم أن الخاطف يقوم بالاستحواذ على المخطوف، وموكلي لم يحاول خطف حبيبة الشماع لأنه لم يغلق نوافذ السيارة، كما أن سيارته بها إمكانية لغلق أبواب السيارة ولكنه لم يفعل ذلك.
وأضاف الدفاع أن موكله لم يكره المجني عليها في جريمة الخطف، ولم يطلب منها الاتصال بأهلها لطلب أموال بنية خطفها، مؤكداً أنه شاب مطحون مثل أي شاب، وذلك من أجل لقمة العيش.
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم بمحاولة خطف المجني عليها حبيبة الشماع إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبته بتهم الشروع في خطفها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعاً تحت تأثير ذلك المخدر.
ثبت من تحقيقات النيابة العامة أنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها، بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، ذكرت له أن المتهم أراد خطفها، وقالت نصاً: "أوبر كان عايز يخطفني". وشهد الممثل القانوني لشركة أوبر أن المتهم قد أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حساباً آخر عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق. وقد نسخت النيابة العامة صورة من الأوراق خصصتها لتحقيق واقعة التزوير تلك، كما طالعت الشكاوى المقدمة ضد المتهم بالشركة التي يعمل بها، فتبينت في واحدة منها شكوى لسيدة قررت أنه تحرش بها جسدياً.
وكشفت التحقيقات أيضاً عن تعاطي المتهم لجوهر الحشيش المخدر، وفق ما أسفر عنه تحليل عينتي الدم والبول المأخوذتين منه، على النحو الذي أثبته تقرير الطب الشرعي.