شهدت قضية حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميًا بـ "فتاة الشروق"، مفاجأة صادمة قلبت موازين القضية عقب وفاة حبيبة الشماع بعدة أشهر، إثر الحادث الشهير الذي تعرضت له مع سائق أوبر، المتهم بمحاولة خطفها وحيازة الحشيش المخدر، حيث قضت المحكمة ببراءة المتهم من تهمة الشروع في خطف حبيبة الشماع، مع تخفيف عقوبة تهمة تعاطي المخدرات.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، قد أصدرت في شهر مايو الماضي، قرارًا بمعاقبة محمود هاشم، سائق أوبر المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع "فتاة الشروق"، بالحبس لمدة 15 عامًا وتغريمه 50 ألف جنيهًا، بالإضافة إلى إلغاء رخصة القيادة الخاصة به، كما أمرت النيابة بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبته بعدة تهم من بينها الشروع في خطف المجني عليها بطريق الإكراه، وحيازة الحشيش المخدر، وقيادة مركبة آلية واقعًا تحت تأثير المخدرات.
براءة سائق أوبر
وقضت محكمة جنايات مستأنف القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم الخميس الموافق 22 من أغسطس الجاري، بتخفيف حكم سجن سائق أوبر محمود هاشم، المتهم بوفاة حبيبة الشماع "فتاة الشروق"، من 15 سنة إلى 5 سنوات في تهمة تعاطي المخدرات، وبراءته من تهمة الشروع في خطفها.
ومن جانبه، قال دفاع "سائق أوبر"، في تصريحات له، أنه سوف يتقدم بطلب طعن خلال الأيام المقبلة، على الحكم الصادر من محكمة الاستئناف بالسجن 5 سنوات لموكله، في تهمة تعاطي المواد المخدرة، موضحًا أنه كان متأكدًا من عدل قضاء مصر، وكان في انتظار الحكم على موكله من الجلسة الماضية.
وعقب دفاع سائق أوبر محمود هاشم، أن المحكمة أدانت وقضت بالسجن 5 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيهًا، بسبب قيادته تحت تأثير المخدر، مؤكدًا أنه تقدم بطلب للمحكمة باستصدار بعض التصاريح لمساعدته منذ اطلاعه على أوراق القضية، كما تقدم للمحكمة بمذكرة مستوفاة بكل التطورات في القضية.
تعليق أسرة سائق أوبر
وأعرب شقيق المتهم محمود هاشم، عن سعادته ببراءة شقيقه من تهمة محاولة خطف حبيبة الشماع "فتاة الشروق" عقب قرار المحكمة، قائلًا: "أكتر حاجة فرحت محمود، أنه طلع براءة من تهمة خطف حبيبة"، بينما قالت هبة هاشم شقيقة سائق أوبر، أن تخفيف عقوبة الحبس على شقيقها من السجن 15 سنة إلى 5 سنوات، أعاد لهم الحياة مرة أخرى.
وأضافت شقيقة سائق أوبر المتهم بخطف حبيبة الشماع، أن منطوق الحكم برأ شقيقها من تهمة خطف فتاة الشروق، والعقوبة قضت على تعاطي المواد المخدرة، وهو ما سيطعن عليه المحامي أمام محكمة النقض، وهذا الحكم ازال ذنب وفاة حبيبة الشماع عن شقيقها.
قضية حبيبة الشماع
وكانت قد بدأت قضية حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميًا بـ "فتاة الشروق"، يوم 21 من فبراير الماضي، عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشور لابنة عم حبيبة الشماع وهي تقوم بتوضيح ما حدث مع حبيبة الشماع وسائق أوبر.
وكتبت في المنشور: "حبيبة ركبت Uber من مدينتي وكانت رايحة مصر الجديدة الساعة 6:50، بعدها أصحاب حبيبة كلموها يشوفوها وصلت فين، رد عليهم واحد قال لهم صاحبة التليفون ده وقعت من العربية قعدت تتشقلب لحد ما خبطت في الحاجز الأسمنتي اللي على طريق السويس، ولما راح يسألها إيه اللي حصلك قالت سواق Uber كان عاوز يخطفني وجالها تشنجات وفقدت الوعي".
وأعلنت وزارة الداخلية القبض على سائق أوبر المتهم بواقعة حبيبة الشماع، وقال السائق إنه حال قيامه بغلق نوافذ السيارة ورش معطر فوجئ بقيام المذكورة بالقفز من السيارة، فقام باستكمال سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء، وأقر المتهم بمداومته على تعاطي جوهر الحشيش المخدر، إذ تناول جرعه منه قبل الواقعة وأخرى بعد حدوثها، وأثبت تقرير المعمل الكيميائي بمصلحة الطب الشرعي، الخاص بسائق أوبر، إيجابية تعاطيه للمواد المخدرة.
وفاة حبيبة الشماع
وفي 14 من مارس 2024، توفت حبيبة الشماع عقب تدهور حالتها الصحية، حيث تعرضت لنزيف من عينيها صاحبه بنزيف حاد في المخ، وأمرت النيابة العامة بإحالة المتهم بمحاولة خطف المجني عليها إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته بتهم الشروع في خطفها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر.
كما ثبت من تحقيقات النيابة العامة، أنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها محاولاً إسعافها محل الواقعة، بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، أنها ذكرت له أن المتهم أراد خطفها، وقالت نصًا: "أوبر كان عايز يخطفني" قبل أن تدخل في غيبوبة وتلفظ أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصاباتها.
كما أن الممثل القانوني لشركة "أوبر"، شهد أمام النيابة أن الشركة أغلقت حساب المتهم عبر تطبيق الشركة من قبل لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حسابًا جديدًا عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق باسم مختلف.