قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على البشر؟

ما الذي يثير القلق بشأن الذكاء الاصطناعي؟
ما الذي يثير القلق بشأن الذكاء الاصطناعي؟
×

غيرت تقنية الذكاء الاصطناعي AI، ملامح العالم الذي نعيش فيه، ولكن مع تصاعد التطورات التكنولوجية لهذه التقنية الثورية، أصبح سؤالا واحدا منتشرا في الوقت الحالي بين الكثيرين : "هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على البشر؟"، يعتبر هذا السؤال جزءا من مخاوف أوسع حول الاتجاهات المستقبلية للتكنولوجيا المتقدمة، ويجعلنا نتفكر في الأخطار والمزايا المرتبطة بالذكاء الاصطناعيالذي يلقي اهتماما كبيرا في الآونة الأخيرة.

الفهم الخاطئ للذكاء الاصطناعي

يرى العديد من الأشخاص أن الذكاء الاصطناعي يمثل تطورا مثيرا للقلق للغاية، بالنسبة للكثيرين، يبدو الذكاء الاصطناعي وكأنه “صندوق أسود” تحدث فيه أشياء غامضة، وبالنسبة للعقل البشري، أي شيء غامض يمكن أن يثير الخوف وعدم الثقة بسهولة، بالنسبة لعدد كبير من الناس، تحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر غامض يتربص بهم.

وعلى غرار أفلام الأكشن والمغامرات الأمريكية، والتي تظهر الروبوتات العاملة بالذكاء الاصطناعي ككائنات قادرة على التفكير والشعور بل وتسعي نحو السيطرة على البشرية، يشعر الكثير من الأشخاص بالخوف من الطريقة التي يحدث بها الذكاء الاصطناعي ثورة سريعة في الصناعات، والتأثير على الإنتاجية وكيفية تشكيلها للمستقبل، حيث يتخيله البعض أنه يمكن أن يتطور سريعا ويفكر في كيفية القضاء على البشر.

مخاوف الذكاء الاصطناعي

أحد أكبر المخاوف هو فقدان الوظائف، نظرا لأن الآلات ستؤدي بعض المهام بتكاليف أقل وكفاءة أكبر مما كان ممكنا في السابق مع البشر، فمن المرجح أن يلغي الذكاء الاصطناعي فئات معينة من الوظائف، ومن الممكن أن يؤدي الاضطراب الناتج عن ذلك في سوق العمل إلى تسريع وتيرة عدم المساواة في الدخل بل وحتى خلق الفقر.

بينما تميل المخاوف الأخرى بشأن الذكاء الاصطناعي إلى أن تكون ذات طبيعة أخلاقية، وتدور هذه المخاوف حول فقدان السيطرة حيث يشعر الكثير من الناس بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيخلق كميات هائلة من البيانات المزيفة، مما يجعل من الصعب إدراك ما هو حقيقي.

وعلى هذا النحو، يمكن بسهولة استخدام الذكاء الاصطناعي لتنظيم حملات التضليل والهجمات الإلكترونية وحتى تطوير أنظمة الأسلحة المستقلة، والتي تستغلها في الوقت الحالي، العديد من الأنظمة الاستبدادية، مثل روسيا وكوريا الشمالية.

ما الذي يثير القلق بشأن الذكاء الاصطناعي؟

ومن بين المخاطر الحقيقية المرتبط بتطبيق التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي في شتي المجالات ما يلي:

- القرارات المتحيزة: يمكن للخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تدرب على بيانات غير متوازنة أن تعزز التحيزات الاجتماعية، مما يؤدي إلى نتائج غير عادلة في مجالات مثل التوظيف والتمويل.

- التوظيف: من المتوقع أن تؤدي الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف، مما قد يسبب أزمات اقتصادية واجتماعية في المستقبل.

- الأمان السيبراني: يستخدم المتسللون الذكاء الاصطناعي في هجمات الكترونية متطورة، يمكن أن يعزى انخفاض الأمان إلى زيادة الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي.

- التطبيقات العسكرية: استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات العسكرية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم النزاعات، هناك مخاوف من استخدام الطائرات بدون طيار والأسلحة المستقلة في الحروب.

ولكن بصرف النظر عن هذه المخاوف الواقعية، فأن الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي ليس أكثر من مجرد أداة لتحسين الإنتاجية البشرية، تركز على مهام محددة ولا تمتلك الوعي الذاتي أو الرغبات، فهو مجرد أداة تُستخدم لأغراض محددة، مثل تحسين الخدمات، وتعزيز كفاءة العمل، وتحليل البيانات، ولايمكنها أن تفكر في إيذاء البشرية.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن إغفال المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ولكن من المهم أن ننظر إلى هذا المجال بشكل متوازن، فبدلا من النظر إليه كمصدر تهديد، يجب علينا التركيز على كيفية استخدامه بشكل مسؤول وآمن لمواجهة التحديات المستقبلة، من خلال الاستخدام الحكيم للتكنولوجيا، حيث يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي قوة إيجابية تعزز من حياة البشرية بدلا من أن تكون وسيلة لنهايتها.