واجه مستخدمو تطبيقات المراسلة الشهيرة واتساب WhatsApp، وتيليجرام Telegram، في روسيا انقطاعا كبيرا للخدمتين مساء أمس، والتي تعزى إلى هجوم حجب الخدمة الموزع (DDoS).
وأكدت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية “روسكومنادزور”، إن خدمتي التراسل تيليجرام و واتساب تعرضتا لانقطاع كبير لفترة وجيزة في روسيا، أمس الأربعاء، وأرجعت ذلك إلى هجوم إلكتروني، مشيرة إلى أنه تم صد الهجوم بنجاح وعودة الخدمات إلى طبيعتها.
تأثير واسع النطاق على الاتصالات الرقمية في روسيا
وفقا لتقارير Yahoo Finance، لم يؤثر الهجوم الالكتروني DDoS على واتساب وتيليجرام فحسب، بل عطل أيضا المنصات التواصل الرئيسية الأخرى، وذكرت وسائل إعلام روسية أن مواقع ويكيبيديا وسكايب وديسكورد كانت من بين المواقع التي تعاني من مشكلات في الاتصال.
وقالت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية في بيان لها: “إن تعطيل واتساب وتيليجرام يرتبط بهجوم DDoS على مشغلي الاتصالات الروس”، دون أن تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وجاء تعطيل تطبيقات المراسلة، التي تحظى بشعبية كبيرة في روسيا، يوم الأربعاء، بعد أسابيع من إبلاغ خدمات مراقبة الإنترنت الروسية عن انقطاع جماعي في توفر موقع استضافة الفيديو يوتيوب، مع تكثيف السلطات الروسية انتقاداتها للمنصة.
وأفاد مستخدمون من كلا المنصتين على مواقع مراقبة الإنترنت، بحدوث ارتفاع في مشكلات الاتصال بالخادم بدءا من الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت موسكو.
وقالت هيئة الرقابة على الاتصالات الروسية إن "الهجوم" الذي تسبب في "تعطيل واسع النطاق" لخدمات التطبيقات، استهدف شركات الاتصالات في روسيا، والذي تم تصميمه لإجبار موقع ويب على الخروج من الإنترنت عن طريق تحميله بحركة مرور ضارة على الإنترنت، ولكن لم تحدد الجهة التي قد تكون مسؤولة عن هذا الهجوم.
عطل واتساب وتيليجرام في روسيا يكشف الأسرار
يعد الهجوم الأخير جزءا من نمط أوسع من الاضطرابات الرقمية في روسيا، وقبل أسابيع فقط، أبلغت خدمات مراقبة الإنترنت الروسية عن انقطاع واسع النطاق أثر على موقع يوتيوب، مما واجه انتقادات متزايدة من السلطات الروسية.
ويأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الحوادث التي واجه فيها تطبيق المراسلة الآمن سيجنال Signal أيضا انقطاعا أثر على مئات المستخدمين.
الجدير بالذكر أن هذه الانقطاعات تأتي في الوقت الذي تتهم فيه جماعات حقوق الإنسان موسكو بتكثيف الرقابة على الإنترنت، وحظر المواقع التي تحمل معلومات مستقلة عن الصراع في أوكرانيا، حيث أدعي بعض المتأثرين بالانقطاع، أن تعطيل واتساب وتيليجرام كان بمثابة تجربة تجريبية لاختبار قدرة الدولة على إغلاق خدمات الرسائل.
وكانت روسيا قد صنفت شركة “ميتا”، المالكة لـ واتساب، على أنها منظمة "متطرفة" في عام 2022، كما حظرت الوصول إلى أحد أبرز خدمتها وهم إنستجرام وفيسبوك، وذلك، في الوقت الذي يشدد فيه الكرملين سيطرته على مجال وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، هددت السلطات الروسية، بحظر موقع مشاركة الفيديو الشهير يوتيوب، حيث أبلغ المستخدمون عن صعوبات في الوصول إلى الموقع في روسيا في وقت سابق من هذا الشهر.
كما كانت علاقة روسيا مع تيليجرام معقدة بشكل خاص، ففي عام 2018، حاولت البلاد منع الوصول إلى التطبيق المملوك لرجل الأعمال الروسي الأصل “بافيل دوروف”، بسبب مخاوف أمنية، ومع ذلك، أثبتت هذه الخطوة عدم فعاليتها إلى حد كبير، حيث استمر العديد من المستخدمين في الوصول إلى الخدمة من خلال وسائل بديلة، حيث لا تزال هذه المنصات متاحة للمستخدمين الروس عبر الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN).