شرح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، الفرق بين الوسواس القهري وأنواع أخرى من الوساوس التي قد يختلط على الناس فهمها، موضحاً أن التمييز بين الوسواس القهري ووساوس الشيطان والنفس هو أمر مهم لفهم طبيعة كل منها وطرق معالجتها.
الوسواس القهري هو مرض نفسي
وأوضح العالم الأزهري، في تصريح له، أن الوسواس القهري هو مرض نفسي ناتج عن خلل عضوي في المخ، ويصيب ما بين 2% إلى 4% من الأشخاص، وهو يتسم بوجود أفكار وسواسية غير منطقية لا يمكن للشخص التخلص منها بسهولة، إضافة إلى سلوكيات قهرية يقوم بها الشخص لتخفيف هذه الأفكار.
وأضاف أن هذا الاضطراب يرتبط بنقص مادة السيروتونين واضطراب بعض المراكز في المخ، مثل "الأوربيتال بري فرونتال كورتكس" و"البيز جانجليا"، التي تلعب دوراً في تنظيم التفكير والنشاط الحركي.
وساوس الشيطان
ولفت إلى أن وساوس الشيطان هي نوع من الوساوس يتعامل معها علماء الدين، حيث يهدف الشيطان إلى دفع الإنسان لارتكاب الأفعال السيئة بغض النظر عن طبيعتها، سواء كانت متعلقة بالمال أو النساء أو العدوان، وأما وساوس النفس، فهي مرتبطة بشهوات ورغبات الفرد الشخصية، حيث تختلف الوساوس بناءً على ميول الشخص نحو المال، الشهرة، أو السيطرة.
التعامل مع مريض الوسواس القهري
أفاد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن التعامل مع الأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري يجب أن يتسم بالرحمة والتفهم العميق.
النقد المستمر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوسواس القهري
وأكد «الورداني» في تصريح له، أن استخدام النقد المستمر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة لدى الشخص، حيث قد يشعر إما بأنه ملوث أو يحتاج لإثبات نقائه، مما يزيد من احتمالية إصابته بالوسواس القهري.
«طنط النقادة» تؤدي إلى تفاقم مشكلة الوسواس القهري
وأضاف أن العوامل الرئيسية التي تسهم في ظهور الوسواس القهري تشمل التنشئة والبيئة المحيطة والخطاب الديني، لافتاً إلى أن التنشئة السلبية والبيئة التي تضم أفرادًا مفرطين في النقد مثل "طنط اللوامة" أو "طنط النقادة" قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الوسواس القهري.
وأكد أهمية أن يدرك الناس أن الخطاب الديني الذي يركز على تصحيح الأفراد بشكل مستمر قد يسهم أيضًا في زيادة حالات الوسواس القهري، حيث يعزز من شعور الشخص بأن الله يترصد له الأخطاء بشكل دائم.
الوسواس القهري ليس بالضرورة نتيجة ضعف في الإيمان
وأوضح أن الوسواس القهري ليس بالضرورة نتيجة ضعف في الإيمان أو الإرادة، بل هو حالة تتطلب دعمًا وتفهمًا خاصًا". وشدد على ضرورة أن يترفق المحيطون بالمصابين بالوسواس القهري، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في حالة من الألم المستمر، مثلما يظهر في سلوكهم أثناء الصلاة حيث قد يستغرقون وقتًا طويلًا في النية أو أثناء تأدية الركعات بسبب تأثير الوسواس على تصرفاتهم.