في تطور لافت على ساحة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، استهدفت إسرائيل منطقة بعلبك في شمال شرق لبنان، المعقل الرئيسي لحزب الله، بعد مرور 6 أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة. هذا الاستهداف يُعد الأول من نوعه منذ عام 2006، مما يثير التساؤلات حول دلالاته وأسبابه في هذا التوقيت الحساس.

تُعد بعلبك منطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لحزب الله، حيث يمتلك التنظيم فيها تواجدًا عسكريًا قويًا من خلال مراكز تدريب ومعسكرات. وعلى مدى نحو 18 عامًا، ظلت بعلبك خارج قائمة الأهداف الإسرائيلية، رغم احتوائها على مستودعات ضخمة للأسلحة، تضم صواريخ متطورة وذخائر متنوعة، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات. هذا يجعل المنطقة أشبه ببرميل بارود جاهز للانفجار في أي لحظة.

لا تقتصر أهمية بعلبك على الجانب العسكري فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل الجانب اللوجستي، حيث تقع المنطقة بالقرب من الحدود السورية. هذا الموقع الإستراتيجي يمنح حزب الله سهولة في نقل الإمدادات والدعم اللوجستي بين لبنان وسوريا، ويعزز من ولاء سكان المنطقة للحزب.

القصف الإسرائيلي الأخير لبعلبك فسره مراقبون بأنه خطوة تهدف إلى إحراج حزب الله وكسر قواعد الاشتباك القائمة منذ سنوات، خصوصًا بعد رسائل الطمأنة التي وجهها الحزب للبنان بأن الوضع تحت السيطرة الكاملة. هذا الهجوم يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول ما إذا كان حزب الله لا يزال يسيطر على الأوضاع فعليًا، أم أن إسرائيل قررت تغيير قواعد اللعبة.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا: هل ما زال الوضع تحت سيطرة حزب الله، أم أن إسرائيل لها رأي آخر؟