تزايدت الضربات الإسرائيلية الموجهة إلى مواقع حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، في تصاعد لافت للتوترات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وهو ما يمثل تحديًا جديدًا للتنظيم.
آخر هذه الضربات استهدفت مواقع في بلدات بمحافظة بعلبك ومخزنًا للأسلحة، في خطوة مفاجئة لم يكن الحزب مستعدًا لها.
تأتي هذه الضربات في إطار التصعيد المستمر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تتسع رقعة الهجمات الإسرائيلية يومًا بعد يوم، متسببة في خسائر فادحة لحزب الله.
ووفقًا لخبراء عسكريين، فإن حزب الله، رغم تهديداته المتكررة بقصف العمق الإسرائيلي، لم يحقق تطورًا نوعيًا في عملياته الهجومية.
يُقال إن ضربات الحزب تستهدف مواقع إسرائيلية شبه فارغة، دون أن تتسبب في خسائر تذكر، مما يثير التساؤلات حول فعالية تلك الهجمات مقارنة بتصريحات الأمين العام للحزب، حسن نصر الله.
منذ أكثر من 10 أشهر من المواجهات المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، قتلت إسرائيل أكثر من 400 عنصر من حزب الله، من بينهم عدد من القادة البارزين. وكان آخر هؤلاء القادة فؤاد شكر، الذي قُتل في معقل الحزب بضاحية بيروت الجنوبية، ولم يرد حزب الله حتى الآن على هذه الخسارة.
في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد إلى نشوب حرب شاملة بين الطرفين.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل ستشتعل هذه الحرب على الأرض بالفعل، أم ستظل مقتصرة على الخطابات النارية والتصريحات المتبادلة؟
أستاذ علوم سياسية: الاستفزازات بين إسرائيل وحزب الله متبادلة
وفي السياق، قال الدكتور هايل ودعان الدعجة، أستاذ العلوم السياسية، إن الاستفزازات متبادلة بين الطرف الإسرائيلي وحزب الله، لكن لا يعتقد أن أي طرف منهما جاد في توجيه ضربة تأخذ معنى الحرب أو الدخول في حرب من كلاهما، وإنما هو أسلوب ينطوي على محاولة لإيصال رسالة ذات مغزى له علاقة بالردع، بالتالي جعل الطرف الآخر يعيد حساباته إذا ما فكر في توجيه أي ضربة.
وأضاف "الدعجة"، أن الأصل هو أن الكيان الإسرائيلي ينتظر ردا من حزب الله على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والرجل الثاني لحزب الله فؤاد شكر، لكن أن تصل إلى أخذ رد استفزاز من هنا وهناك لربما يؤشر بأنه موضوع توجيه ضربة من أي من الطرفين لربما يكون غير متوقع.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة من مصلحتها توسيع رقعة الحرب والتصعيد، في المقابل هناك أطراف عديدة سواء على المستوى السياسي في الكيان الإسرائيلي بالداخل وعائلات المحتجزين الإسرائيليين والولايات المتحدة كل ذلك ليس له أي مصلحة في التصعيد أو توسيع نطاق هذه الحرب.