في مجتمعاتنا، يعد الإدمان مشكلة اجتماعية خطيرة تحتاج إلى تدخل سريع وفعال، ومع ذلك، ما يحدث داخل بعض المصحات لعلاج الإدمان قد يتحول إلى كابوس للأسر التي تسعى لإنقاذ أحبائها.
في هذا التقرير، نروي لكم قصة مأساوية حدثت في إحدى المصحات التي تحولت إلى مكان للتعذيب والإهمال، حيث تعرض أحد المتعافين السابقين للعنف والإهمال، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة أثرت على حياته.
إدمان وتعافٍ
تحكي شيماء، شقيقة أحد المتعافين، قصتها المؤلمة مع المصحة التي لجأت إليها لمساعدة شقيقها المدمن، مشيرة إلى أن شقيقها كان قد تعافى من إدمانه لمدة سنتين ونصف، وكان يعيش حياة طبيعية ويعمل لدعم والدته المريضة.
وأضافت: ومع ذلك، عاد للإدمان مرة أخرى بعد أن تعرض لضغوط نفسية شديدة، فقررت شيماء أن تدخله مصحة لمساعدته على التخلص من إدمانه مرة أخرى.
مصحة أم مكان للتعذيب
بعد دخوله المصحة، بدأت تظهر على شقيق شيماء علامات غير طبيعية، حيث تعرض لضرب مبرح وأُهمل في رعاية جروحه.
وتقول شيماء: “أخي كان يعاني من جروح عميقة في جسده نتيجة التعذيب الذي تعرض له داخل المصحة، حيث كان يتم ربطه ورشه بالماء الساخن، مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة أدت إلى كسور في فقرات ظهره وقطع في الغشاء السحائي”.
تواطؤ وتستر
تشير شيماء إلى أن المصحة كانت تعمل تحت غطاء من التستر، حيث لم يكن العاملون فيها مدربين بشكل صحيح للتعامل مع حالات الإدمان، بل كانوا مجموعة من المسجلين خطر والعاملين السابقين في هذا المجال.
وتضيف: “المكان كان يبدو فخمًا من الخارج، ولكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا، كان هناك تعذيب نفسي وجسدي يتعرض له النزلاء، وكانت الإدارة ترفض الإفصاح عن ما يحدث داخل جدران المصحة”.
محاولة لتكميم الأفواه
بعد خروج شقيقها من المصحة بحالة صحية سيئة، حاولت شيماء البحث عن حقوقه ومحاسبة المسؤولين، لكنها تعرضت لتهديدات من قبل إدارة المصحة، التي حاولت إسكاتها من خلال تهديدها بسلامة أطفالها.
وقالت شيماء: “تلقينا تهديدات مباشرة بأننا إذا حاولنا التحدث أو رفع قضية؛ فسيتعرضون لأبنائنا”.