تعرض الإنسان للعديد من الأوبئة والأمراض الغريبة عبر التاريخ، بعضها كان يظهر بأعراض وطقوس غريبة، وآخر كان مرتبطًا بأماكن محددة، وكانت النتيجة النهائية دائمًا فظائع القتل والخسارة التي يتكبدها الإنسان.
في ظل انتشار خطر جدري القرود الذي يهدد البشرية، يعتبر البعض أن هذا المرض قد يكون بداية لوباء جديد، ولكن على مدى العصور، شهدت البشرية ظهور العديد من الأوبئة، بعضها كان فتاكًا بينما كانت أخرى غريبة بشكل لا يصدق.
طاعون الرقص
من بين هذه الأمراض، ظهر "طاعون الرقص"، حيث سيطرت نوبة جنونية على مدينة ستراسبورج الفرنسية في يوليو 1518، حيث أدى هذا الجنون إلى رقص المئات من السكان دون سبب واضح، حيث قفزوا ورقصوا لأيام عدة حتى فقدان الوعي أو حتى الموت في بعض الحالات، هذا الحدث الغريب عرف باسم "طاعون الرقص"، وبقي واحدًا من أكثر الأحداث الغامضة والغريبة في تاريخ البشرية.
وفقًا للكاتب "نيد بيانت راي" وترجمة فاخرة يحيى، فإن "رقصة القديس فيتوس" ظهرت في عام 1518 كوباء مروع بين البشر، حيث بدأت نوبة من الجنون تجتاحهم وتجبرهم على الرقص بشكل مجنون لساعات طويلة حتى فقدان الوعي والموت.
طاعون الفتيات العذراوات
تفاعل المسلمون عبر تاريخهم مع عدة أوبئة مروعة، بعضها تاريخه مليء بالحكايات الغريبة، ومن ضمن هذه الأمراض كان طاعون الفتيات العذراوات.
وقع في عام 87 هجريا، طاعون كبير في أراضي العراق والشام، وأطلق عليه اسم "طاعون الفتيات" نظراً لانتشاره في صفوف النساء والعذارى أولاً، وهو مرض ضرب النساء قبل الرجال، بعض الناس سموه بـ"طاعون الأشراف" لأنه أدى إلى وفيات كثيرة بين أشراف وكبار الناس.
داء الاخضرار
في القرن الثامن عشر، واجه الأطباء مرضاً غامضاً ارتبط بالنساء وأطلق عليه اسم "داء الاخضرار"، حيث انتشر هذا المرض بين الفتيات في المجتمع الراقي على مدى نحو 200 سنة، متسبباً في آلام المفاصل وخفقان القلب وانقطاع الطمث، وقد تسبب في تغيير لون البشرة إلى الأخضر، نتيجة لفقر الدم الناجم عن سوء التغذية في ذلك الوقت.
إنفجار الاسنان
في بدايات القرن التاسع عشر، ظهرت حالات غريبة من مرض "انفجار الأسنان"، حيث تعرض بعض الأشخاص لآلام شديدة في الأسنان تؤدي إلى انفجارها.
واحدة من أولى الحالات سجلت في عام 1817، وشهدت ساسكس البريطانية حالة انتحار نتيجة لهذا المرض.
تظهر الأسباب وراء ظهور هذه الحالات الغريبة متعلقة بتسوس الأسنان وسوء المعالجة الطبية في ذلك الوقت، مما يشير إلى تأثير العوامل الكيميائية والكهربائية في نشوء هذه الحالات النادرة.