انتهت المحاولة الأخيرة للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس دون اتفاق، حيث اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الصراع قبل 10 أشهر.
وفقا للجارديان، على الرغم من الجهود المتضافرة التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر، فإن الطريق إلى السلام لا يزال محفوفا بالعقبات، وخاصة فيما يتعلق بالوجود المستقبلي للقوات الإسرائيلية في غزة.
ركزت زيارة بلينكن على الترويج لـ"اقتراح تجسير" يهدف إلى تضييق الفجوات بين إسرائيل وحماس. وتنص الخطة التي قبلتها إسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل عدد محدود من الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين. ومن الممكن تمديد وقف إطلاق النار هذا بينما يتناول المفاوضون المرحلة الثانية الأكثر تعقيداً، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية وعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين إلى شمال غزة.
ومع ذلك، رفضت حماس الاقتراح، وقالت أنه يتماشى بشكل وثيق مع المطالب الإسرائيلية. وردت الحركة، التي لم تشارك بشكل مباشر في المفاوضات، على تصريحات الرئيس جو بايدن التي أشارت إلى تراجع حماس عن الاتفاق، ووصفتها بأنها "مضللة".
يكمن جوهر النزاع في مطالبة حماس بالانسحاب "الكامل" للقوات الإسرائيلية من كل قطاع غزة - وهو شرط رفضته إسرائيل بحسب التقارير. لقد أصبح هذا الطلب نقطة شائكة رئيسية، تلقي بظلالها على الجوانب الأخرى لوقف إطلاق النار المقترح.
شدد بلينكن طوال جولته على ضرورة التوصل إلى اتفاق. وقال للصحفيين في الدوحة إن "الوقت عامل جوهري"، مشددا على ضرورة قيام الطرفين بوضع اللمسات النهائية على الاتفاق. ومع ذلك، لا يزال موقف الولايات المتحدة حساسًا، إذ يقع بين دعم حليفتها إسرائيل ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وتم استجواب بلينكن حول شروط انسحاب القوات الإسرائيلية، خاصة في ضوء التقارير التي تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما أقنعه بقبول استمرار الوجود الإسرائيلي في غزة لكن بلينكن دحض هذه الادعاءات قائلاً: “إن الولايات المتحدة لا تقبل أي احتلال طويل الأمد لغزة من قبل إسرائيل”.
نفى متحدث باسم البيت الأبيض التلميحات بأن نتنياهو أكد لبلينكن وجود إسرائيل لأجل غير مسمى في هذه المناطق، ووصف هذه التصريحات بأنها "غير بناءة" لمفاوضات وقف إطلاق النار.
خاطر محادثات وقف إطلاق النار تمتد إلى ما هو أبعد من غزة. وحذرت مصر وقطر، الوسطاء الرئيسيان إلى جانب الولايات المتحدة، من احتمال حدوث أزمة إقليمية أوسع. إن شبح التصعيد يلوح في الأفق، خاصة بعد أن تعهد حزب الله وإيران بالرد على الاغتيالات الأخيرة لكبار قادة حماس وحزب الله، والتي نسبوها إلى إسرائيل.
مع تعثر الجهود الدبلوماسية، يستمر الوضع الإنساني في غزة في التدهور. يوم الثلاثاء، أدت غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وفقا لسلطات الدفاع المدني المحلية. وزعمت إسرائيل أن المدرسة كانت تستخدم كقاعدة لحماس، مما يسلط الضوء على التعقيدات المستمرة لحرب المدن في المناطق المكتظة بالسكان.