بدأت حملات المقاطعة منتصف أكتوبر الماضي، حين دشن عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة "صنع في مصر" والتي سريعًا ما لاقت استجابة واسعة؛ خاصة بين الأوساط الشبابية، ورفع المتضامنون وسوما مثل “لا تدفع ثمن رصاصاتهم، قاطعوا بضائع الاحتلال، مقاطعون”.
توقف مجموعة عالمية عن إنتاج ماركة شهيرة
وأعاد المصريون اكتشاف منتجاتهم المحلية بعد أن وضع عدد من الناشطين وحملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية قائمة "بضائع المقاطعة"، كما تم إطلاق تطبيق إلكتروني، هدفه إدراج جميع البضائع الأجنبية وأرقامها التسلسلية، خاصة البضائع المرتبطة بالشركات الدولية الداعمة لكيان الاحتلال أو الأخرى التي تخصص نصيبًا من إيراداتها لدعمه.
وفي 25 أكتوبر الماضي، دشن عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مبادرة بعنوان: "ادعم منتج بلدك"، عبر صفحة رسمية، وهدفها التعريف بالمنتجات المحلية البديلة لـ"البراندات" العالمية التي أغرقت السوق المصرية، وقد شجعت منذ ذلك الوقت شابات وشبابا على الانضمام لحملة المقاطعة، وذلك لدعم غزة والاقتصاد المصري.
وفي هذا الإطار، توقفت مجموعة عالمية عن توريد منتجات أحد المشروبات الغازية "آيس تي" التي كانت تحظى برواج كبير في مصر بعد مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.
وقال التجار إن اختفاء تلك المشروبات جاء بعد عدة أشهر من حملات المقاطعة للشركات الداعمة للاحتلال.
وأظهرت منصات البيع الإلكتروني للمشروبات الغازية والمنتجات الغذائية، اختفاء مشروبات ماركة "آيس تي"تماما منذ مدة.
سلاح ذو حدين يؤثر على اقتصاديات الدول
وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ومدير مركز العاصمة للدراسات، إن الشركات العالمية تأثرت بشكل كبير نتيجة الضغط المحلي بعزوف عدد كبير من المواطنين عن شراء منتجات هذه الشركات، ورغم تقديم بعضها الكثير من التخفيضات والعروض لكسب الثقة مرة أخرى، جاء الأمر دون جدوى.
وَأضاف الشافعي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المقاطعة تعبير شعبي ناتج عن عواطف إنسانية مرتبطة بطبيعة الإنسان لأخيه الإنسان، ولكنه سلاح ذو حدين يؤثر على اقتصاديات الدول بالسلب.
وأشار إلى أن حملات المقاطعة حققت الهدف المطلوب، وذلك بتخفيض قيمة الأعمال والأرباح الناتجة خلال الفترة الماضية، خاصة أن تلك الشركات تستقطع جزءاً كبيراً من أرباحها لإرسالها إلى البلد الأم الداعمة للحرب، من وجهة نظر الشعوب.
وانتشرت دعوات المقاطعة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، عقب العدوان على غزة، في مصر والعالم، ووفرت بعض المنصات قائمة بأسماء الشركات الداعمة للاحتلال، على غرار كنتاكي وستاربكس وماكدونالد، وحتى سوائل الغسيل، وبعض أنواع الشيكولاتة، وكل أنواع المشروبات الغازية الشهيرة، ودعت إلى استبدال منتجات محلية وطنية بديلة بها لا تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
وتأثرت العديد من العلامات التجارية العالمية الكبرى مثل "ماكدونالدز وستاربكس" بحملات المقاطعة الشعبية، في كثير من دول العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من شهر أكتوبر 2023.