قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نورهان حشاد تكتب: الإيد الشقيانة رزق

×

إن الله هو الذي قسم الأرزاق وكتب لكل نفس رزقها وأجلها، ولكنه ما قال لنا اقعدوا حتى يأتي الرزق إليكم، بل قال لنا (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ )أي اعملوا، فالعمل غاية نسعى لها من أجل استمرار بقائنا ولولا العمل لا قيمة للإنسان.

العمل شرف للإنسان، وصيانة لكرامته، ونفع للأسرة والإنسانية وقيمة كل فرد تأتي من خلال ما يقدمه من عمل ،كما أن التعب في طلب الرزق الحلال يكفر ذنوباً ارتكبها الإنسان ولا يمكن لأحد أن يعيش دون عمل يضمن له حياة سعيدة وربما للآخرين قد يكون مسئولاً عنهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد عمل راعياً، وتاجراً وكذلك صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأبو بكر الصديق كان يبيع الثياب، وعمر كان يرعى الجمال، وعلي بن أبي طالب كان خياطاً، وسعد بن أبي وقاص كان بارياً للنبل، وعمرو بن العاص جزاراً، وسلمان الفارسي يصنع الخوص، فالعمل إذا شرف عظيم .

نلاحظ كثيرا من البيوت فيها عدد من الشباب ذكوراً وإناثاً، ومع ذلك نسمع من وليّ الأمر فيها شكوى من كثرة أعباء البيت عليه إضافة إلى أعباء العمل، وتسأله عن دور أبنائه، فيفاجئك بقوله: شباب اليوم لا يعجبهم إلا السهر مع الأصدقاء، والأكل والشرب والنوم - سبحان الله - وأين دورك أنت في تشغيل هذه الطاقات المهدرة؟.
يجب علي كل وليّ الأمر أن ينصح أولاده بأن الله يحب الإنسان العامل وأن يكسب رزقه حلالاً وأن ينفع نفسه وغيره في هذه الحياة ومتى قصد بذلك وجه الله - تعالى -كان عمله للدنيا والآخرة معاً ويسَّره الله بفضله، وتؤكد الآية الكريمة هذا المعنى ( فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ ) والرزق هنا لا يتم إلا بالعمل كما يقول - تعالى -: (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ).

صاحب الأيد الشقيانة نجده متعب حقاً، ونجد بعض من الناس يتعرض إلى الشقاء سواء في العمل أو في الحياة عموما، فكل شئ يقوم به الانسان زائد عن قدراته هو شقاء، وكثير من الناس يتخيل أنه لو أنجز إنجازات معتبرة لوسعه أن يسترخي، ويستريح من مؤنة الجد والكفاح ،لكن صدقني فما بعد التعب إلا الراحة .. هل سمعت يوماً أن شخصاً قد تعب ولم يحظى من الراحة ولو حتّى بالقليل! ستستلذ بالراحة بعد كل هذا التعب صدقني وستقول كيف استطعت تحمل كل هذا التعب.
وإذا نظرنا إلى كل من يحمد في مساعيه من الناس، نجد أن الله تعالى قد هداه إلى الجمع بين المثابرة على الأعمال المحمودة وصيانتها، فكل انسان في هذه الحياة عليه التحلي بالصبر والإرادة حتى يستطيع أن يتغلب على ذلك الشقاء، ويعتبره مرحلة صعبة ولكن بإرادته يستطيع إنجازها بسهولة إن شاء الله .
وقد «سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الكَسْبِ أطيَبُ؟ قال: عمَلُ الرجُلِ بيَدِه.»
ويقول الشاعر:
بِقَدرِ الكَـدِّ تُكتَسَـبُ المعَـالِـي *
ومَن طلب العُلا سَهرَ اللَّـيالِــي

ومن طلب العُـلا من غير كَــدٍّ***
أَضَاع العُمـرَ في طلب المُحَــالِ

لاشك أن قد يتوقف الإنسان في أحد منعطفات الحياة، ولكن من لديه غاية لا يتوقف أبداً، فالعمل جهاد في سبيل الله والاجتهاد في العمل وتطويره والإخلاص فيه سعادة كبيرة ونفع عام للمجتمع وأفراده، وبالتالي بناء للوطن في المحصلة.

الدين الإسلامي دين عمل فالعمل في ديننا يكاد يكون شريعة ومنهاجاً وإتقان العمل واجب شرعي ،وأول شيء نُعاب عليه هو عدم إتقان كثير منَّا عمله يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).

لقد علّمنا الإسلام أن خير العمل أدومه وإن قلّ، وفي كلمة (أدومه) تأكيد على أهمية استمرار العمل وعدم انقطاعه، لأن انقطاع العمل انحرافٌ عن طريق المسؤولية، ونكوص عن القيام بالواجب، ولا يمكن لأمةٍ - مهما كثر عدد أفرادها - أن تكون ذات مكانة بين الأمم إذا انشغلت بالكلام عن العمل، كما لا يمكن لإنسان أن ينجح في حياته إذا لم يكن ذا عمل جاد ينطلق به في بناء الحياة التي لا تقوم أركانه إلا بالعمل والهمة والعزيمة.
ليست اللذة في الراحة ولا الفراغ، ولكنها في التعب والكدح والمشقة حين تتحول أيامًا إلى راحةٍ وفراغ والانسان الذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه لأنه يُعرضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال - النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال-: (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله).


نصيحة للشباب العمل هو الذي يرفع من مستوى تفكيركم، ويريحكم من وحش الفراغ الذي يغتال أوقاتكم ونشاطكم وراحة قلوبكم اعمل مشروع لازم تتعب اللي بينجح في حاجه لازم يتعب ،اللي عايز يحقق امنيه لازم يتعب ، امسك في حلمك وعافر و ماتنامش لحد ما توصل لهدفك ،اشتغل ما توقفش شغل حتى لو ميت من التعب ، اشتغل ولو عمرك كبير وشعرك شايب ماتسيبش وقت فراغك يخليك تفكر في أي شيء يعكر صفو حياتك .

تحيه لكل شاب بيسعي علي هدفه ويقدر يحققه صحيح بيتعب بس بيلاقي نتيجه تعبه العمل مهم والكفاح مهم فليس هناك وسيله تتخطي بها الصعاب وتتحقق بها الأماني سوي العمل السماء لا تمطر ذهب ولا فضه ،أشتغل وهتحصل علي المال الحلال الذي تنفق منه على نفسك وأهلك، وتسهم به في مشروعات الخير لأمتك، ومن هذا المال تؤدي فرائض ، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بالإنفاق من المال الطيب، فقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ..}.

المسلم لا يتوقف عن العمل مهما كانت الظروف، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا )

هذه الحياة ما هي إلا أيام معدودة،
لا تكفي لما نطمح إليه ،فالدنيا مسألة حسابية اطرح منها التعب والشقاء
وأجمع لها الحب والوفاء
و اترك الباقي لرب السماء.