أشعلت دراسة جديدة نار الجدل حول "كفن تورينو" الشهير، حيث زعم علماء إمكانية تحديد تاريخ الكفن الكتاني إلى بداية العصر الميلادي، الأمر الذي قد يؤكد كونه الكفن الذي سُجي به جسد السيد المسيح بعد صلبه.

ويُظهر الكفن، الذي عُرض لأول مرة عام 1350، صورة باهتة لرجل ذو لحية، يزعم البعض أنها انطباع خارق تركه جسد السيد المسيح، ويُشار إليه بـ "الكفن المقدس".

تقنية جديدة لتحديد عمر الكفن

واستخدم فريق البحث من معهد علم البلورات التابع لمجلس البحث الوطني الإيطالي تقنيات الأشعة السينية لتحديد عمر الكفن، والتي تختلف عن التقنيات التي استُخدمت في دراسات سابقة.

ففي ثمانينيات القرن الماضي، زعم علماء أن الكفن يعود تاريخه إلى العصور الوسطى فقط، مما أثار شكوكًا حول إمكانية وجوده منذ ألفي عام.

إلا أن الدراسة الجديدة تدحض هذه المزاعم، حيث أكد فريق البحث الإيطالي، بعد فحص ثمانية أجزاء من نسيج الكفن، أن الخط الزمني يتوافق مع بداية العصر الميلادي.

واعتمدت الدراسة على تحليل عملية شيخوخة السليلوز في نبات الكتان، ومقارنتها بالوقت الذي انقضى منذ تصنيع القماش.

غموض وخلافات مستمرة

ولا يزال الغموض يُحيط بـ "كفن تورينو" منذ عُرض لأول مرة قبل نحو 700 عام، حيث أثار الكفن الكثير من الجدل بين مؤيدين يعتقدون بأصالته ومعارضين يعتبرونه مزيفاً.

وعلى الرغم من أن تحليل الكربون المشع الذي أُجري عام 1988 أشار إلى أن الكفن يعود إلى سبعة قرون فقط، إلا أن الدراسة الجديدة تُعيد فتح باب النقاش حول أصالة الكفن وأهميته الدينية.

ويُشير مؤلفو الدراسة إلى أن نتائجهم تتوافق مع قياسات أُجريت على عينة من الكتان يعود تاريخها إلى الفترة بين عامي 55 و 74 ميلادية، تم العثور عليها في موقع "مسعدة" الأثري في إسرائيل.

مطالبات بشطب نتائج التحليل السابق

وطالب الدكتور ليبيراتو دي كارو، الباحث الرئيسي في الدراسة الجديدة، بشطب نتائج تحليل الكربون المشع لعام 1988، مُشيراً إلى أن عينات النسيج تتعرض عادةً لجميع أنواع التلوث، والتي لا يمكن إزالتها تمامًا من العينة التي تم تحديد تاريخها.