لاشك أن الصدقة من أفضل الأعمال عظيمة الأجر والثواب ، والتي يتمنى الميت لو عاد إلى الحياة الدنيا مرة أخرى ليكثر من الصدقة لما رأى من فضلها العظيم ونعيمها في الآخرة ، هذا بالإضافة إلى فضلها الكبير في الدنيا ، فهي بوابة الفرج وسعى الرزق والخيرات.
أعمال يكتب لك بها أجر الصدقة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هناك ستة أعمال نافعة يكتب لك بها أجر الصدقة دون دفع مال.
وأوضح " الأزهر العالمي " عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن من جملة الأعمال التي يكتب لك بها أجر صدقة ، أولها طلاقة الوجه والتبسم ، وإظهار انشراح الصدر عند اللقاء ، فهي من أعمال الخير التي تؤلف القلوب ويؤجر عليها المسلم.
واستشهد بما أخرجه الترمذي ، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ)، وكذلك إرشاد الآخرين إلى فعل كل جميل .
وتابع: والأخذ بأيديهم ومعاونتهم على ترك القبيح من التصرفات والأفعال ، فهو عمل إنساني عظيم عده سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصدقات، مستدلاً بما أخرجه الترمذي ، أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ ).
وأضاف أن دلالة التائه الذي ضل علامة الطريق وإرشاده للوصول إلى وجهته، من فضائل الأعمال التي يُثاب عليها المسلم ، لما أخرجه الترمذي أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إرشادُكَ الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ لَكَ صدقةٌ).
وأفاد أن إعانة ضعيف البصر على قضاء حوائجه بالنظر له ، من صنائع المعروف التي ينال بها المسلم أجر الصدقة، لما أخرجه الترمذي أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (وبصرُكَ للرَّجلِ الرَّديءِ البصرِ لَكَ صدقةٌ ).
ونوه بأن إصلاح طريق المارة وتنحية كل ما يعوقهم حتى الشوكة ، أعمال إنسانية يُكافأ عليها المسلم بالثواب ، لما أخرجه الترمذي أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظمَ عنِ الطَّريقِ لَكَ صدقةٌ).
وبين أن سقي الماء بكل صوره كمن أفضل أنواع الصدقات ، وأن تعطي أخاك شربة ماء لك بها صدقة، لما أخرجه الترمذي أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ).
مفهوم الصدقة
ورد أن الصدقة لغة العطية، والجمع منها صدقات، ويقال: تصدقت أي أعطيته صدقة، واسم الفاعل المُتصدِّق، أو المُصّدِّق أي المعطي، وقد ورد كلا اللفظين في القرآن الكريم أمّا المُتصدِّق ورد في قول الله -تعالى-: (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ)، والمُصّدِّق ورد في قول الله -تعالى-: (الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ)، أمّا الصدقة في الإصطلاح: فهي العطية التي يبتغي بها المسلم رضا الله -تعالى- وثوابه.
ويُقصد بالصدقة لغة العطية، وفي الاصطلاح العطية التي يبذلها المسلم بغية نيل ثواب الله -تعالى-ورضاه.
أنواع الصدقة
ورد أن هناك نوعين رئيسيين للصدقة وهما: صدقة الفرض: وتطلق على الزكاة، التي يُقصد بها لغة الزيادة والنمو، وفي الاصطلاح: اخراج جزء مخصوص من المال لفئات مخصوصة بشروط مخصوصة من بلوغ النصاب وحولان الحول، وهي من أركان الإسلام الخمسة وقد دلّ على فرضيتها قول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وقوله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)، وسمّيت الزكاة بالصدقة لأنّ المسلم يتحرّى بها الصدق والإخلاص لله -تعالى-.
وورد أن ثنيها صدقة التطوع: وهي الصدقة التي تُستحب في سائر الأوقات دون تخصيص لمقدارها وفئاتها، وقد دلّ على استحبابها قول الله -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـه قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً).
وتنقسم صدقة التطوع إلى نوعين هما: صدقة جارية: وهي الصدقة التي يستمر ثوابها وأجرها بعد موت الإنسان، ومن الأمثلة عليها: بناء المساجد، حفر الآبار، غرس الأشجار. صدقة غير جارية: وهي الصدقة التي لا يستمر ثوابها بعد موت الإنسان ومن الأمثلة عليها: رعاية المسنين، وكفالة الأيتام، تفطير الصائمين، اطعام الفقراء. الصدقة نوعان: صدقة فرض وصدقة تطوع، وتنقسم صدقة التطوع الى نوعين هما: صدقة جارية وصدقة غير جارية.