ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال منصة الفيديوهات يوتيوب يقول: "هل يغفر الله لصاحب المرض الشديد وهل يكفر عن ذنوبه؟
هل يغفر الله لصاحب المرض الشديد
قال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل كريم وما من مسلم يصاب بمرض أو غمة إلا كفر الله تعالى عنه خطاياه حتى الشوكة التي يشاكها.
هل المرض يكفر الذنوب والمعاصي
سؤال أجابه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لافتا إلى أن هناك ثلاث إصابات في الدنيا تكفر ذنوب الإنسان، وهي المرض والحوادث وأي جرح ولو بسيط كجرح الشوكة، بما يوضح مسألة هل المرض يكفر الذنوب والمعاصي وبها يغفر الله تعالى الخطايا؟
ونوه بأنه لما نزلت قوله تعالى: «من يعمل سوءا يجز به» بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» رواه أبو هريرة في صحيح مسلم.
المرض كفارة للذنوب
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه لما نزلت آية: «من يعمل سوءا يجز به» الآية 123 من سورة النساء، بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، أي: أمرا بالغ الشدة من الخوف من عذاب الله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «قاربوا»، أي: اقصدوا أقرب الأمور فيما تعبدتم به ولا تغلوا فيه ولا تقصروا؛ «وسددوا»، أي: اقصدوا السداد في كل أمر، ولا تتعمقوا فإنه لن يشاد أحدكم هذا الدين إلا غلبه؛ بما يوضح أنه ليس فقط المرض كفارة للذنوب وإنما في كل ما يصاب به المسلم كفارة، أي: لذنوبه؛ حتى "النكبة ينكبها"، وهو ما يصيب الإنسان من الحوادث؛ «أو الشوكة يشاكها»، أي: تصيبه بحدها فإنها كفارة لذنوبه، وعليه المرض كفارة للذنوب وفق ما جاء في الحديث، بما فيه من تسلية بالغة وإعلام بأنه لا ينال العبد شيء إلا كفر الله عنه من خطاياه.
هل المرض غضب من الله؟
يصيب الله تبارك وتعالى عباده بالمرض لحكمة ما، قد تكون أن يرفعه درجة، أو يحط عنه خطيئة، أو أن الله -سبحانه وتعالى- يشتاق إلى سماع صوتك بالدعاء، ولعل هذا يوضح ما إذا كان هل المرض غضب من الله تعالى أم أنه ابتلاء ومحبة؟، كما أن المرض قد يكون لاستخراج أحسن ما في العبد من رضا وعبودية وشكر الله على نعمه، وامتحان مدى صبره، ويقينه بأن الله هو الشافي له من مرضه، ففي مسألة هل المرض غضب من الله تعالى أم أنه ابتلاء ومحبة؟، يأتي الدليل على ذلك في قوله تعالى: « ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين».
وإن أعظم الناس بلاء هم الأنبياء، فهل قارنت بلائك في مرضك بما مر به سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- في حياته من أنه يتيم الأب والأم، ووفاة زوجته وابنه، ومعاملة أهل مكة له، وغيرها من الشدائد التي مر بها، وفي هل المرض غضب من الله تعالى أم أنه ابتلاء ومحبة؟، يمكن الالتفات إلى مرض نبي الله تعالى أيوب –عليه السلام- الذي صبر على المرض أربعين عاما، لذا يجب أن تستقبل أي بلاء بالحمد والصبر، ويجب أن تعود نفسك على ذلك، عن طريق لفظ الحمد لله حتى في المشاكل الصغيرة، ولعل هذا إجابة شافية ووافية عن ما هل المرض غضب من الله تعالى أم أنه ابتلاء ومحبة؟