أصحاب المواهب والابتكارات يجسدون في كل يوم إبداعات جديدة، وخاصة في مجال المشغولات اليدوية.
وفي هذا الإطار، نستعرض عبر منصة "صدى البلد" قيام إحدى السيدات بالإبداع في تصميم أشكال متعددة للمشغولات اليدوية، رغم تجاوز عمرها الـ 64 عامًا، وهي الحاجة "سعدية".
وقالت الحاجة "سعدية" إنها تشارك بأعمالها وإبداعاتها في إحدى الورش المنزلية، حيث تعمل مع جارتها لتصميم العديد من المشغولات اليدوية المختلفة المصنوعة من الخوص، سواء كانت البرش أو الشنط أو المصلى، وذلك حسب نوع المطلوب للطلبيات التي يتم بيعها وتداولها، سواء في المعارض أو بشكل فردي للسيدات. قائلة: "المطلوب مننا إحنا بنفذه حسب كل طلبية. أنا كل حاجة بعملها من خوص النخل، منه العادي والملون كمان".
وأشارت إلى أن هناك العديد من السيدات والفتيات صغيرات السن أيضًا يشاركن معها في عمل التصميمات المختلفة ولكن بنظام اليومية، حسب القطع التي تنتجها كل واحدة منهن.
المشغولات اليدوية
تحكي المشغولات اليدوية عن توارث الحرف من الأجداد، والتي تعاد استخدامها من الطبيعة والبيئة المحيطة مثل النخيل والأشجار والأحجار وغير ذلك. كانت السيدات قديمًا يصنعن هذه المنتجات لاستخدامها في البيوت وليس للتسويق، كما هو الحال الآن.
كما أن المنتجات اليدوية أصبحت علامة بارزة وتلفت انتباه السائحين الزائرين، حيث يفضل السائحون الأجانب زيارتها للاستمتاع بالبيئة النظيفة. ويوجد العديد من المعارض المحلية داخل مصر وأيضًا الدولية في الحرف اليدوية، حيث تعتمد كل حرفة على جميع مشتقات النخيل دون تدخلات خارجية في أي جزء من القطعة التي يتم صنعها، وهذه الخامات يتم الاستفادة منها من خلال إعادة تدويرها.
وتعمل المنتجات الخوصية على الحفاظ على الأطعمة والحبوب وعدم تعرضها للعطب أو التعفن نظرًا لمقاومتها لعنصر الرطوبة.
يُصنع من خوص النخلة أنواع متعددة من السلال التي تستخدم كأوعية لحفظ حاجيات المنزل، وتقديم الأطعمة والمخبوزات، وحمل الخضراوات، وعرض الحبوب والغلال عند العطارين وباعة الغلال، كما تُستخدم في صناعة الحصير ومفارش الأرضيات (البرش) وسجاجيد الصلاة بأشكالها المختلفة، البيضاوية، والمستطيلة، والمراوح، والبرانيط.
يتم صبغ الخوص بألوان مختلفة تتوافر لدى محال العطارة. تبدأ الصباغة عادة بغلي الماء في وعاء كبير، وتوضع فيه الصبغة المطلوبة، ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه، ويترك لمدة 5 دقائق، ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل حتى يجف.
أما الخوص الأبيض أو الحليبي، فيكتسب لونه نتيجة لتعرضه للشمس لفترة محدودة من الوقت أو نتيجة تبخيره.
وتقوم محافظة أسوان على إقامة وتنظيم معرض مفتوح للمشغولات اليدوية لسيدات النوبة وأسوان، حيث تعرض المنتجات التراثية المميزة ذات الطابع النوبي المعروف بأشكاله وألوانه، سواء فيما يتعلق بالخوص أو الخيط أو الخرز، من شال وطاقية والعقد وغيرها. ويتردد عليه العديد من الزوار المصريين والسائحين الأجانب باعتباره واحدًا من المزارات السياحية المميزة في أسوان. يحرص الكثير منهم على شراء واقتناء بعض الهدايا والمشتريات التي تتميز بها أسوان، مثل المشغولات اليدوية النوبية، والكركديه، والبلح، والدوم، والفسيخ، وغيرها من الأشياء المميزة التي تتميز بها أسوان.