يعد الاقتصاد منخفض الكربون، وتكريس الاستدامة البيئية من أهداف تحقيق التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، وتبذل الحكومة المصرية كافة جهودها لتحقيق تلك الأهداف علي أرض الواقع.
وجاء نشر "الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون"، في إطار جهود مصر للتحول نحو الاقتصاد منخفض الكربون وتنويع مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، للحد من انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع التزاماتها الدولية في مكافحة تغير المناخ.
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور محمد البهواشي، الباحث الاقتصادي بجامعة السويس، في تصريحات خاصة لـ موقع "صدي البلد" الإخباري، عن أهمية الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون في مصر، وارتباطها بملف الصناعة المصرية.
مصر مركز إقليمي لتبادل الطاقة
وقال الدكتور محمد البهواشي إن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون، هي خطوة مهمة في الطريق الذي رسمته مصر لتصبح مركز إقليمي لتبادل وتداول الطاقة بكافة أنواعها، فأصبحت مصر مركز إقليمي لتبادل الغاز الطبيعي بما لديها من إمكانيات لمحطات الإسالة للغاز الطبيعي والبترول ومشتقاته.
وعقب الباحث الاقتصادي، أنه يوجد الآن إضافة عنصر جديد وهو الهيدروجين الأخضر، والذي يقوم في الأساس على استغلال الإمكانيات المتاحة لدي الدولة المصرية لإنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة المتمثلة في مزارع الرياح ومزارع الطاقة الشمسية المنتشرة على خليج السويس.
وأشار البهواشي إلى قدرة مصر في استغلال هذه الإمكانيات وتسليط الضوء على ما لديها من إمكانيات فعلية لإنتاج الطاقة الخضراء، وأنتجت الهيدروجين الأخضر صناعيًا، وقامت بتسليط الضوء عليه كونه أول مشروع صناعي ينتج الهيدروجين الأخضر في المنطقة بالكامل، من خلال استضافتها للقمة العالمية للمناخ COP27.
الهيدروجين الأخضر والاستثمارات الأجنبية
وأضاف محمد البهواشي، أن مصر استطاعت أن تحول أنظار العالم أجمع لأهمية مكانتها وإمكانياتها عقب انتاج الهيدروجين الأخضر صناعيًا، والذي أنتجت منه الأمونيا الخضراء والذي يتم تصديره إلى الإتحاد الأوروبي.
وتابع أننا شاهدنا في الفترة الماضية زخم كبير من الاستثمارات الأجنبية وتوقيع اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لاستغلال مكانة مصر ووضعها وموقعها الجغرافي وما لديها من إمكانيات تستطيع أن تزيد من قدرتها في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ولفت البهواشي إلي أن هذا يعزز من إنتاج مصر للهيدروجين الأخضر، والذي وصل إلى ما يقرب من 2% من انتاج السوق العالمي، وتسعي مصر إلى زيادة هذا الرقم وفقًا لما لديها من إمكانيات، ومن خلال اطلاق الدولة للإستراتيجية الوطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، تعزز من الإمكانيات وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للداخل المصري.
الهيدروجين الأخضر والصناعة المصرية
وتابع الباحث الاقتصادي، أن الهيدروجين الأخضر بدوره يدعم ملفات الصناعة المصرية، كما يدعم القدرات المجانية، وشاهدنا العديد من توقيع الاتفاقيات بشأن إنتاج الطاقة المتجددة، وأصبح يوجد اتجاه في زيادة مزارع الرياح والطاقة الشمسية، وهذا يكثر من قدرات مصر المكانية.
وعقب البهواشي، أن إنتاج الطاقة المتجددة يقوم بشكل مباشر بصناعة الهيدروجين الأخضر، وبشكل غير مباشر فتح مجال الاعتماد علي أيدي العاملة المصرية مع وجود صناعات مرتبطة بهذه المشاريع، مثل الصناعات التحويلية أو الصيانة أو قطع الغيار، فكل هذه الأمور هي دعم للقطاعات الإنتاجية في الداخل المصري.
وأوضح أن من هنا أصبحت مصر مركز إقليمي لتداول الطاقة بكل أنواعها، بداية من الوقود ومشتقاته والنفط والغاز الطبيعي الغازي والمسال والكهرباء، إلى تصنيع العنصر الأهم في وقتنا الحالي الهيدروجين الأخضر، باعتبار ان التغيرات المناخية في العالم ينظر إلى مصر عين الأعتبار، وما بعد الهيدروجين الأخضر تصنيع الأمونيا الخضراء.