في حدث استثنائي يحمل بين طياته الكثير من الرمزية، استعاد الجزائري الفرنسي محمد قرومي، المعروف في فرنسا باسم جان بيار يغران، اسمه الحقيقي بعد معاناة دامت 57 عاماً.

وُلد قرومي عام 1953 في الجزائر، لكنه اضطر لمغادرة بلده في سن الثالثة عشرة متجهاً إلى فرنسا، حيث تم تغيير اسمه قسراً إلى "جان بيار غيران" بواسطة هيئة الخدمات الاجتماعية الفرنسية.

وكشف تقرير لمحطة BFMTV الفرنسية، عن قصة قرومي الذي عاش معظم حياته بهوية مفروضة عليه، بعيداً عن اسمه وأصوله الحقيقية، ورغم أنه تمكن أخيراً من وضع اسمه الجزائري على أوراقه الثبوتية، إلا أن المؤسسات الحكومية الفرنسية لا تزال تعتبره "جان بيار غيران".

وفي تصريحاته للمحطة، عبّر قرومي عن اعتزازه العميق باسمه الحقيقي، قائلاً إنه يمثل جزءاً لا يتجزأ من هويته التي ناضل طويلاً لاستعادتها.

وأكد أن استعادة اسمه ليس مجرد إجراء إداري، بل هز انتصار لهويته الجزائرية التي حاولت القوى الاستعمارية طمسها.

وتعكس قصة قرومي التحديات الكبيرة التي واجهها العديد من الجزائريين الذين عاشوا في فرنسا خلال فترة ما بعد الاستعمار، حيث كانوا ضحية لسياسات تهدف إلى محو هويتهم الوطنية. وتبقى هذه القصة درساً في الصمود والإصرار على الحفاظ على الجذور والانتماء.