بعد مسيرة حافلة بالعطاء الإعلامي والثقافي والابداعي لخدمة سلطنة عمان، رحل مساء الأحد، وزير الاعلام العماني الأسبق المستشار عبد العزيز بن محمد بن عبدالعزيز الرواس، المستشار الثقافي للراحل السلطان قابوس بن سعيد، ووزير الاعلام العماني الأسبق، والذي رحل عن عمر يناهز 79 عاما.
وخلال مسيرته كان المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس، من أبرز الشخصيات العمانية التي أسهمت في تطور الإعلام والثقافة في سلطنة عمان، وشكّلت حياته ومسيرته المهنية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة الوطن.
بين طبيعة صلالة الساحرة ومعالمها الشاهقة، وُلد الرواس عام 1945 وبدأ مشواره التعليمي في مدرسة السعيدية بصلالة قبل أن ينتقل إلى الكويت وينخرط في السلك الدبلوماسي، ومع تولي السلطان قابوس الحكم، عاد إلى البلاد ليبدأ مسيرة مهنية غنية بالإنجازات، متنقلًا بين مناصب مختلفة في القطاعين الإعلامي والثقافي.
تدرج الرواس في السلم الوظيفي، حيث شغل منصب مدير إعلام ظفار، ثم انتقل إلى مسقط ليصبح مديرًا عامًا للعلاقات العامة والاتصالات الخارجية بوزارة الإعلام، وفي 1 يناير 1976، تم تعيينه وكيلًا لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية، حيث استمر في هذا المنصب حتى تم تعيينه وزيرًا للإعلام والشباب في 22 مايو 1979، وقام خلال فترة توليه وزارة الإعلام بتطوير البنية الأساسية الإعلامية وأسهم في تحديث التشريعات المنظمة لعمل الإعلام.
انجازات الإعلام العماني في حقبة الرواس
وشهدت فترة توليه وزارة الإعلام العديد من الانجازات من بينها إنشاء دار جريدة عمان للصحافة وتأسيس دار للصحافة تحت إشراف وزارة الإعلام في عام 1980، وتأسيس الهيئة العمانية للإنتاج الفني التليفزيوني هيئة متخصصة في الإنتاج الفني التليفزيوني بين عامي 1983 و1997، وإصدار قانون ينظم المطبوعات والنشر في عام 1984، وتأسيس وكالة الأنباء العمانية في عام 1986 كمصدر رسمي للأخبار المحلية والعالمية.
كما شهدت فترة أولية وزارة الإعلام العمانية تأسيس نادي الصحافة، كمؤسسة تهدف إلى دعم الصحفيين وتطوير العمل الصحفي في السلطنة، وتأسيس مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان عام 1997 لتكون الجهة المشرفة على الصحافة والنشر.
وتقديرا لجهوده حصل المستشار الرواس على الدكتوراه الفخرية من اتحاد المؤرخين العرب تقديرًا لجهوده وإسهاماته، بعد تلقيه دورات تدريبية مكثفة في مجال الإعلام والاتصال الجماهيري.
الرواس مستشارا للسلطان قابوس
في عام 2001م عُيِّن عبدالعزيز الرواس مستشارًا للسلطان قابوس للشؤون الثقافية، وأشرف خلال توليه تلك المهمة على العديد من المشاريع الثقافية الكبرى، و بصفته رئيسًا للجنة الوطنية للحفاظ على الآثار في ظفار، فقد قاد جهودًا كبيرة للحفاظ على التراث العماني، وتمكن من إدراج العديد من المواقع التراثية ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي، كما قام بتنفيذ أعمال تطوير مهمة في مواقع تاريخية وتراثية في مختلف المحافظات، واستمر في عطائه حتى تقاعده في 1 أبريل 2020، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من خمسين عامًا حافلة بالعطاء لخدمة سلطنة عمان تاركا بصمة لا تُنسى في مجالي الإعلام والثقافة.