أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لأول مرة، بوضوح عن الهدف الاستراتيجي للعملية العسكرية الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية.

وفي خطابه المسائي الأخير، أكد زيلينسكي أن التوغل، الذي بدأ في 6 أغسطس، يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة على الأراضي الروسية.

ووفقا لسكاي نيوز البريطانية، في السابق، كان زيلينسكي قد صاغ العملية كإجراء دفاعي لحماية المجتمعات الأوكرانية في منطقة سومي الحدودية من القصف الروسي المتواصل. ومع ذلك، يكشف البيان الأخير عن نهج أكثر استباقية، يركز على إضعاف القدرات العسكرية الروسية وتوسيع ساحة المعركة إلى الأراضي الروسية.

قال زيلينسكي: "إن مهمتنا الأساسية الآن في العمليات الدفاعية بشكل عام هي تدمير أكبر قدر ممكن من إمكانات الحرب الروسية والقيام بأقصى قدر من الإجراءات الهجومية المضادة". ويُنظر إلى إنشاء منطقة عازلة في كورسك على أنه عنصر حاسم في هذه الاستراتيجية، التي تهدف إلى تعطيل الخدمات اللوجستية العسكرية الروسية وتقليل التهديد على المناطق الحدودية الأوكرانية.

كما سلط زيلينسكي الضوء على النجاح المستمر للقوات الأوكرانية في إلحاق أضرار بالأصول العسكرية الروسية في منطقة كورسك. وشدد في خطابه على التأثير الأوسع للعملية على الجيش الروسي وأجهزة الدولة والاقتصاد.

وأظهر مقطع فيديو شاركه زيلينسكي آثار انفجار جسر في كورسك، مما يرمز إلى قدرة أوكرانيا على ضرب البنية التحتية الحيوية في عمق الأراضي الروسية. يعد هذا الحادث جزءًا من سلسلة من الهجمات المستهدفة المصممة لإضعاف قدرة روسيا على مواصلة مجهودها الحربي.

أكد الرئيس الأوكراني أهمية هذه العملية، ليس فقط لتحقيق مكاسب تكتيكية فورية، ولكن كجزء من استراتيجية أوسع لتقويض إمكانات روسيا في صنع الحرب. وقال زيلينسكي: "إننا نلحق الضرر بالجيش الروسي والدولة وصناعتهم الدفاعية واقتصادهم"، مما يؤكد الطبيعة المتعددة الأوجه للأهداف العسكرية لأوكرانيا.

في خضم هذه التطورات، جدد زيلينسكي دعوته لتسريع المساعدة العسكرية من حلفاء أوكرانيا الدوليين. وأشار على وجه التحديد إلى الحاجة إلى تسليم أسرع للأسلحة والدعم الموعود، مشددًا على أن شدة الحرب تتطلب مساعدة مستمرة وفي الوقت المناسب.

وحذر زيلينسكي قائلا: "فيما يتعلق بالتسليم من شركائنا - نحن بحاجة إلى تسريع، نحن نطلب ذلك بشدة. الحرب ليس لها عطلات"، مؤكدا على خطورة الوضع. وتأتي هذه الدعوة في أعقاب تقارير تشير إلى احتمال خفض المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا في عام 2025، وهو ما نفته الحكومة الألمانية منذ ذلك الحين.

يسلط نداء زيلينسكي الضوء على اعتماد العمليات العسكرية المستمرة في أوكرانيا على الدعم الدولي المستمر. ومن الممكن أن تتوقف نتيجة عملية كورسك، والجهود الحربية الأوسع التي تبذلها أوكرانيا، بشكل كبير على استمرار تدفق الموارد العسكرية من الحلفاء الغربيين.