أثارت خطة ألمانيا لخفض دعمها العسكري لأوكرانيا إلى 6% فقط من الإجمالي الحالي بحلول عام 2027 جدلا كبيرا. يكشف مشروع الميزانية، الذي نشرته صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج، عن تخفيض كبير من المبلغ الحالي البالغ 8 مليارات يورو إلى 500 مليون يورو فقط على مدى السنوات القليلة المقبلة، مما يثير قلق النقاد الذين يرون في ذلك خيانة لأوكرانيا خلال صراعها المستمر مع روسيا.
من المتوقع أن يكون لتخفيض المساعدات تأثير عميق على قدرة أوكرانيا على مواصلة دفاعها ضد روسيا. وبالفعل، تم تأجيل خطط تسليم نظام دفاع جوي من قبل الشركة المصنعة Diehl بسبب النقص المتوقع في الأموال. ويُنظر إلى التخفيضات على أنها انتكاسة كبيرة، بالنظر إلى أنه منذ عام 2022، قدمت ألمانيا 34 مليار يورو في شكل مساعدات عسكرية وإنسانية ومالية لأوكرانيا.
وانتقد مايكل روث، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني وعضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتز، التخفيضات، مشددًا على أنه لا ينبغي المساس بدعم ألمانيا لأمن وحرية أوكرانيا. وحذر من أن هذه التخفيضات يمكن أن تخلق تصورا بأن ألمانيا تتراجع عن التزامها تجاه أوكرانيا.
برر المستشار شولتس ووزير ماليته كريستيان ليندنر التخفيضات بأنها رد فعل ضروري على التحديات المالية التي تواجهها ألمانيا. واقترح ليندنر أن أوكرانيا يمكن أن تعوض عن انخفاض المساعدات الألمانية بمبلغ 50 مليار يورو أتاحتها مجموعة السبع باستخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة كضمان. ومع ذلك، يرى النقاد، مثل ماتيا نيليس، الرئيس التنفيذي للمكتب الألماني الأوكراني، أن هذه الأدوات المالية لم يتم وضعها بعد، وأن الاعتماد عليها أمر غير واقعي.
عارض حزب الديمقراطيين المسيحيين المعارض بشدة تخفيضات الميزانية. وانتقد رودريش كيسفيتر، عضو البرلمان عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، هذه الخطوة، مشيرًا إلى أنها تقوض مصداقية ألمانيا كدولة أوروبية رائدة وترسل رسالة خطيرة إلى كل من أوكرانيا وموسكو. واستحضر تراث المستشارين الألمان السابقين، قائلا إنهم سيشعرون بالفزع إزاء مثل هذا التراجع عن الالتزامات الدولية.
وأثارت التخفيضات أيضًا مخاوف بشأن الدور الأوسع لألمانيا في الأمن الأوروبي والعالمي. ويقول المنتقدون إن خفض الدعم لأوكرانيا يمكن أن يضعف دفاع البلاد ويشجع روسيا، مما قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة.