مِن جديدٍ تَصدِمُ واشنطن حلفاءَها في تل أبيب.
مسؤولونَ كبارٌ في إدارةِ الرئيسِ الأمريكي جو بايدن أكدوا أنَّ جيشَ الاحتلالِ الإسرائيلي حققَ أقصى ما يمكنُ تحقيقُهُ عسكريا في قطاعِ غزةَ، وأنَّ القصفَ المتواصلَ للقطاعِ لن يؤدي إلا لزيادةِ المخاطرِ على المدنيين.
المسؤولونَ الأمريكيونَ أشاروا في تصريحاتٍ إعلاميةٍ، إلى أنَّ إحدَى المشاكلِ التي تُواجِهُ إسرائيلَ في العدوانِ على غزةَ، تَتَمَثَّلُ في فشلِ تدميرِ شبكةِ الأنفاقِ الموجودةِ في القطاعِ، حيثُ أثبتَت شبكةُ الأنفاقِ أنها أكبرُ بكثيرٍ مما توقعَتهُ إسرائيلُ، التي زَعَمَت أنها قامَت بتدميرِ جزءٍ كبيرٍ مِنها.
قطاع غزة
التصريحاتُ الأمريكيةُ تكشف أنَّ حِيَلَ نتنياهو وسياساتِهِ العسكريةَ في قطاعِ غزةَ فَشِلَت، وهذا ما لم تُوارِهِ الأيامُ الماضيةُ، حيثُ عادَ جيشُ الاحتلالِ مرةً أخرى للقتالِ في مدنٍ أعلنَ إنهاءَ القتالِ فيها سابقا، مِثلَ مدينةِ خان يونس جنوبِي القطاعِ، لتدورَ الآلةُ العسكريةُ للاحتلالِ في حَلقَةٍ مُفْرَغَةٍ، لا تَجنِي إلا مزيدًا من الضحايا المدنيين.
أكثرُ من عشرةِ أشهرٍ، مَرَّت على العدوانِ على غزةَ، ولم تُفلِحْ إسرائيلُ في تحقيقِ أيٍّ مِن أهدافِها المُعلَنَةِ، وأهمُّها القضاءُ على حركةِ حماس وبِنيَتِها التحتيةِ، كذلك الإفراجُ عن المحتجزينَ في غزةَ.. هذا الفشلُ الذي تهاوَت أمامَهُ كلُّ أعذارِ حكومةِ تل أبيب، لترتفعَ وتيرةُ التظاهراتِ المعارضةِ لنتنياهو وحكومتِهِ، مطالبةً بسرعةِ صفقةِ الإفراجِ عن ذويهِم المحتجزين.
وجاءَ الاعترافُ الأمريكيُّ بالفشلِ الإسرائيليِّ في قطاعِ غزةَ تزامنا مع جولةٍ جديدةٍ من المفاوضاتِ يخوضُها ُالوسطاءُ لبحثِ وقفِ إطلاقِ النارِ في قطاعِ غزةَ، والجميعُ بِمَن فيهِم الحليفُ الأمريكيُّ ينظرُ بِعَينِ الريبةِ إلى نتنياهو، الذي باتَ الاسمَ الأبرزَ في عرقلةِ جولاتٍ سابقةٍ، بحثًا عن طوقِ نجاةٍ مِن المساءلةِ التي تَنتَظِرُهُ على ضوءِ الفشلِ في التعاملِ مع أحداثِ السابعِ مِن أكتوبر.