في قصة مُحزنة تجسّد معاناة المدنيين في ظل الحرب، فقدت بولينا، التي يُعتقد أنها أقصر امرأة في روسيا، منزلها في قرية "شيبكينو" بعد أن دمرته المعارك الدامية مع القوات الأوكرانية.
وكانت بولينا، التي يبلغ طولها 80 سم وتعاني من مرض وراثي نادر، تحتفل بعيد ميلادها مع عائلتها في الثامن من أغسطس الماضي، عندما اضطرت للنزوح من منزلها إلى مدينة كورسك الروسية، حاملة معها فقط بعض المتعلقات الأساسية وكلبها الوفي.
وكانت شقيقة بولينا قد أبلغتها قبل ذلك بيومين بأن القوات الأوكرانية اخترقت الحدود ودخلت إلى منطقة "سودزا" التي تقع فيها قريتها، ونصحتها بمغادرة المنطقة على الفور.
إلا أن بولينا ظلت متفائلة بأن الأمر لا يتعدى كونه تسللاً محدوداً "سيتم القضاء عليه سريعاً".
لكن الأمور لم تسر على هذا النحو، حيث أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق سيطرة قواته التامة على البلدة التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 5000 نسمة، والتي تحتوي على بنية تحتية مهمة لضخ الغاز نحو أوروبا، بحسب ما أوردته وكالة "إم كيه" للأنباء.
وتعيش بولينا، التي لا تتناول أي أدوية، حياة طبيعية رغم إصابتها بمرض "خلل التنسج العظمي الذيلي" الذي يُصيب 10 أشخاص فقط في العالم.
وكانت بولينا قد تخرجت من المدرسة في عام 2023، والتحقت بدراسة عن بعد لتُصبح أخصائية اجتماعية، قبل أن تُجبرها الحرب على ترك منزلها ومسقط رأسها.
وتعيش بولينا حاليًا مع عائلتها في شقة مستأجرة غير مهيأة لحالتها، وتفتقر إلى وسائل الراحة التي اعتادت عليها.
وتأمل بولينا وعائلتها في العودة إلى قريتهم في يوم من الأيام، خاصةً أن مدينة كورسك التي نزحوا إليها لا تُعد آمنة بشكل كامل هي الأخرى.
وتقول ناتالي، والدة بولينا: "تُطلق صفارات الإنذار عدة مرات في اليوم، مُنذرة من خطر الصواريخ، ويتم بعدها تفعيل الدفاعات الجوية".
وأضافت: "الأمر يحدث فجأة.. يعمل المتطوعون ليلاً ونهاراً، ويُحضرون المساعدات الإنسانية من جميع أنحاء روسيا.. الأمور على ما يُرام، لكن من المؤسف الوقوف في طوابير والشعور بالعجز والاغتراب عن الوطن".