منذ اندلاع الأزمة السودانية وعلى مدار شهور، بذلت مصر جهودا مكثفة لمساعدة السودان على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني وعلى أمن واستقرار المنطقة، وذلك انطلاقاً من الروابط التاريخية والاجتماعية الأخوية والعميقة، التي تربط بين الشعبين المصري والسوداني، والدور المحوري المصري في محيطها العربي والإقليمي.
زيارة وفد من الحكومة السودانية للقاهرة
أعلن مجلس السيادة السوداني، اليوم، الاحد، ارسال وفد من الحكومة السودانية الي القاهرة، لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة.
وحسب بيان لمجلس السيادة السوداني علي صفحته الرسمية علي فيسبوك : بناءً على اتصال مع الحكومة الأمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي الي السودان توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ إتفاق جدة، عليه سترسل الحكومة وفداً الي القاهرة لهذا الغرض .
وتجري مباحثات جنيف بهدف وقف الحرب في السودان، حيث انطلقت الأربعاء الماضي بمشاركة مصرية، وبرعاية أمريكية وسعودية، في ظل حضور الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وقائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان أن الإدارة الأمريكية وافقت على أحد مطالبهم بعقد لقاء يجمعهما إلى جانب السعودية لمناقشة تنفيذ إعلان جدة الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأوضح أنه بعد 3 اتصالات مع الجانب الأمريكي تمسكنا بعدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ إعلان جدة.
وأكد أن الإدارة الأمريكية وافقت عبر رسالة على لقاء مع وفد يرأسه الجيش، وتابع لكن سنبعث لهم وفدا من الحكومة للقائهم مع السعودية باعتبارهما رعاة (إعلان جدة) لمناقشة خطوات تنفيذ الإعلان بعدما سلمناهم رؤيتنا في هذا الشأن في وقت سابق.
وأشار البرهان الى أن إعلان جدة يلزم قوات الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور ولا تراجع عن ذلك وفي حال رفضوا سنستمر في قتالهم لإخراجهم بالقوة، وفق تعبيره.
وقالت قوى سياسية سودانية، اليوم السبت، إنها تؤمن بوحدة السودان وترفض التدخل في شؤونه الداخلية، معربة عن إدانتها انتهاكات قوات الدعم السريع والدول التي تدعمها سياسيا وإعلاميا ولوجستيا.
وأكدت القوى السياسية السودانية، أن قوات الدعم السريع ترتكب سلسلة من المجازر في أنحاء البلاد، مشددة على ضرورة تنفيذ مخرجات إعلان جدة، مؤكدة إدانتها استبدال منبر جدة بمفاوضات جنيف.
وأشادت القوى السودانية، بمواقف بعض الدول العربية الصديقة في ظل غياب الدعم الغربي.
وقال البرهان، الثلاثاء الماضي، إنه لا وقف للعمليات العسكرية دون انسحاب وخروج المليشيا "الدعم السريع" من المدن والقرى، لافتا إلى أن طريق السلام أو وقف الحرب واضح وهو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في جدة مايو العام الماضي.
وأكد البرهان أن الجيش السوداني لن يساوم أو يهادن في حقوق الشعب المشروعة في استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على العدوان الغادر مهما بلغ حجم التضحيات، مشددا أن الجيش سيقف في وجه العدوان والغزو الأجنبي الغاشم الذي تحركه دوائر دولية وإقليمية متربصة ومجموعة سياسية مأجورة.
إتفاق جدة
من جانبه، قال محمد إلياس، المحلل السياسي السوداني، إن ارسال وفد من الحكومة السودانية الي القاهرة، لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ إتفاق جدة جاءت في الوقت المناسب، نظراً للوضع الراهن في الخرطوم بعد توسع دائرة الحرب لتشمل ولايات جديدة مثل سنار والقضارف، بالإضافة إلى محاور جديدة مع اضطراب الوضع في دارفور.
وأضاف "إلياس" في تصريحات لـ صدى البلد، أن زيارة القاهرة جاءت في توقيت حاسم، حيث يتجه الوضع في السودان نحو حرب شاملة تؤدي إلى الانهيار الكامل والتقسيم حسب المناطق والولايات، موضحا أن الوضع في السودان خطير جداً، مما استدعى تحرك القاهرة السريع لوقف النزيف وإيقاف هذه الحرب، مؤكداً أن استمرار الحرب بهذا الشكل قد يؤدي إلى تغيير شكل السودان بالكامل، خاصة بعد حصار ميليشيا الدعم السريع للعديد من المناطق وهزائم الجيش في عدد من المحاور القتالية.
وأشار المحلل السوداني إلى أن القاهرة يجب أن تكون على دراية تامة بأوضاع السودان، لأن انهياره سيؤثر على دول الجوار، مشددعلى أن إيقاف الحرب يتطلب إرادة قوية وإقناع الطرفين بالتفاوض، وأن القاهرة تلعب دوراً كبيراً في محاولة إيقاف الحرب، إلا أن النزاع دخل في مرحلة مظلمة وأصبح أكثر اتساعاً وغموضاً.
كانت الحكومة السودانية رفضت المشاركة في اجتماع جنيف بشأن السودان، مؤكدة التمسك بمخرجات اتفاق جدة، الذي تم التوصل إليه في مايو 2023 لوقف إطلاق النار وخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين.
وتلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان محادثة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم 14 أغسطس الجاري وكانت متعلقة بمحادثات جنيف.
وأوضح رئيس مجلس السيادة أن الموقف السوداني الثابت متمثلا في التمسك بتنفيذ اتفاق إعلان جدة حسب الرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة، وليس هنالك مانع للجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ مع تأكيد الرفض لتوسعة قائمة المسهلين.
وأطلع رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الوفد الإعلامي السوداني المصري، أمس، على تطورات الأوضاع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها مؤكدًا قدرة القوات المسلحة على دحر التمرد والقضاء عليه.
وقال إن من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم مؤكدًا أن الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيا في حق الشعب السوداني غير مسبوقة في كل الحروب في العالم، مشيرًا إلى الاستقطاب الذي مارسته ميليشيا آل دقلو وسط القبائل وسعيها لإحداث شرخ اجتماعي فيها مبينًا أن موقف الحكومة من أي مفاوضات معلوم من خلال الرؤية التي تم تقديمها للوسطاء.