أكد الدكتور هاني سويلم– وزير الموارد المائية والري، أن دور نقابة المهندسين جوهري ومحوري في حوكمة المهنة والعمل على الوفاء بمتطلبات سوق العمل الهندسي وتحقيق جودة العمل الهندسي، مشددًا على أن الوزارة على استعداد كامل للتعاون مع النقابة في كل ما يخص قطاعات المياه والموارد المائية وتدريب الأجيال الجديدة من المهندسين في مختلف التخصصات الهندسية المرتبطة بأعمال الوزارة.
وقال "سويلم": "إن جميع الجهات المعنية بالتعليم العالي تسعى لتحقيق جودة التعليم، ولمست في مجلس الوزراء مدى الجهد الكبير الذي يقوم به الدكتور أيمن عاشور- وزير التعليم العالي والمبادرات التي يطرحها من أجل تحقيق جودة التعليم الهندسي"، مضيفا أن "ما نشهده اليوم في مجال الهندسة والتعليم الهندسي نتيجة لتراكمات سنوات طويلة، وهذه التراكمات تم البدء بالفعل في مواجهتها حاليًا".
وأوضح "وزير الري"، أن متطلبات سوق العمل تتغير، ويجب أن يواكب التعليم هذا التغير، مشيرًا إلى أن وزارة الموارد المائية يعمل بها أقل من 4 آلاف مهندس، وهو عدد قليل أمام المهام العديدة التي تتولاها الوزارة في مجالات الري والموارد المائية، مشيرا : "مؤخرًا طلبنا تعيين 750 مهندسًا بالوزارة، فتقدم 5 آلاف مهندس، وفي أول اختبار لم ينجح من جميع المتقدمين سوى 5% فقط، أي 250 مهندسًا فقط".
وأضاف: "سوق العمل شهد تغيرات كثيرة في السنوات الأخيرة، وصار يستوعب إنشاء العديد من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في العديد من المجالات الهندسية، وحتى الآن لم نشهد إنشاء مثل تلك الشركات في مجال واعد، وهو مجال تحلية ومعالجة المياه، فإذا كنا نتحدث اليوم عن معالجة 21 مليار متر مكعب من المياه، سنحتاج بعد سنتين إلى معالجة 26 مليار متر مكعب، وأيضًا تطوير الري في الصحراء ودراسة المياه الجوفية مجال واعد أيضًا، وهو أمر يحتاج إليه كل المستثمرين في مجال الزراعة في الصحراء".
وتابع: "وزارة الري تطرح حاليًا الجيل الثاني لمنظومة الري، وكل تطوير يحتاج إلى مهارات جديدة، وتطوير في نوعية الخريجين ومتخصصين في المنظومة الجديدة، وإذا كنا نتحدث عن تطوير السد العالي والقناطر الممتدة بطول نهر النيل، ونتحدث عن مواكبة التغيرات المناخية، فإن ذلك كله يلزمه تحقيق طفرة تعليمية، فالعالم حاليًا يتحدث عن تحلية المياه بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح لاستخدامها في الزراعة، والمغرب حققت هذا الأمر، وعلينا أن نجاري كل هذه التطورات".
وأشار سويلم لوجود العديد من المجالات المتخصصة التي تتطلب وجود مهندسين أكفاء لمتابعتها وإدارتها مثل أعمال تطوير منظومة تشغيل السد العالي، وأعمال إحلال وصيانة المنشأت المائية، وإجراءات التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ على قطاع المياه، وإدارة المياه الجوفية، والري الحديث بتقنياته المختلفة، بالإضافة لمجال معالجة مياه الصرف الزراعي الذي شهد توسعا كبيرا في الإعتماد عليه مؤخرا لسد جزء من الفجوة بين الموارد والإحتياجات المائية، وتقنيات التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء والذى يعد أحد الأدوات الهامة التى يمكن الإعتماد عليها مستقبلا للتعامل مع تحديات المياه والغذاء، مشيرا الى أن سوق العمل سيستوعب أعدادا كبيرة من المهندسين الأكفاء خلال السنوات القادمة للعمل في هذه المجالات.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر "التعليم الهندسي"، الذي تنظمه نقابة المهندسين بحضور ومشاركة وزير التعليم العالي المهندس أيمن عاشور، ووزير الموارد المائية والري، المهندس هاني سويلم، إضافة إلى عدد كبير من خبراء وأساتذه الهندسة.