يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، اليوم الأحد، لدفع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد عشرة أشهر من الصراع العنيف.
ووفقا لما نشرته الجارديان، تمثل هذه الزيارة الرحلة التاسعة التي يقوم بها بلينكن إلى المنطقة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وعلى الرغم من المقترحات الأمريكية الأخيرة التي تهدف إلى سد الفجوات بين الأطراف المتحاربة، إلا أن التفاؤل يضعف بسبب شكوك حماس والعنف المستمر.
تؤكد زيارة بلينكن التزام الإدارة الأمريكية بتأمين وقف إطلاق النار. وفقًا لمسؤول كبير في إدارة بايدن، فإن المقترحات الأخيرة عالجت الثغرات المتبقية وهي على استعداد لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة.
مع ذلك، رفض عضو المكتب السياسي لحماس، سامي أبو زهري، هذه الجهود ووصفها بأنها "وهم"، متهمًا الولايات المتحدة بفرض الشروط بدلاً من تسهيل مفاوضات حقيقية. ويعكس هذا اختلافاً كبيراً بين الولايات المتحدة وحماس حول طبيعة المفاوضات وتقدمها.
من المتوقع أن يلتقي بلينكن في إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين. وأعرب مكتب نتنياهو عن "تفاؤل حذر" بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، لكن شروط وقف إطلاق النار المقترح لا تزال مثيرة للجدل. وانتقد المتحدث باسم حماس جهاد طه إسرائيل لوضعها شروطا على المحادثات، متهما نتنياهو بعرقلة التقدم عمدا.
ويؤدي العنف المستمر إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية. إن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، بما في ذلك الهجوم المدمر على الزوايدة الذي أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيا، تسلط الضوء على الأعمال العدائية المستمرة. ويسلط هذا الهجوم، الذي استهدف منزلاً ومستودعًا يؤوي النازحين، الضوء على ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بسبب الصراع.
للصراع آثار إقليمية أوسع، حيث هددت إيران بالانتقام في أعقاب اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو. وقد حذرت الولايات المتحدة من أي أعمال انتقامية من جانب إيران، مؤكدة على احتمال حدوث عواقب "كارثية". ويعكس هذا التحذير المخاطر المتزايدة للجهود الدبلوماسية الحالية واحتمال التصعيد إذا تدخلت الجهات الفاعلة الإقليمية.
كما أعرب وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن دعمهم لمحادثات وقف إطلاق النار، وحثوا جميع الأطراف على تجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. إن دعم المجتمع الدولي يسلط الضوء على الاهتمام العالمي بحل الصراع، ولكنه يسلط الضوء أيضاً على التعقيدات التي تكتنف التوصل إلى اتفاق مستدام.
لا يزال الأثر الإنساني للصراع شديدا. وفاقمت الغارات الجوية الأخيرة المعاناة في غزة، حيث قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية. ولا يشمل هذا الرقم أولئك الذين ماتوا بسبب الجوع أو نقص الرعاية الطبية بسبب تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة. أثار التفاوت بين التقارير عن مقتل مقاتلي حماس والخسائر الأوسع في صفوف المدنيين جدلاً حول مدى تناسب وفعالية الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.