حصد الفيلم الوثائقي اللبناني Green Line أو “خط التماس” للمخرجة سيلفي باليوت جائزتين خلال حفل ختام الدورة الـ77 من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي،في عرضه العالمي الأول، وهما جائزة موبي لأول فيلم طويل واعد، وجائزة السينما والشباب الأولى.
فيلم Green Line من إخراج سيلفي باليوت التي اشتركت في كتابته مع فداء بزري، ويستخدم الفيلم نماذج مصغرة لمباني بيروت وتماثيل مصغرة لإعادة بناء نشأة فداء المضطربة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبمساعدة هذه النماذج، تواجه فداء رجال الميليشيا السابقين الذين شاهدتهم خلال طفولتها خلال الثمانينيات في غرب بيروت: رجال الميليشيا الذين ادعوا أنهم كانوا يحمونها، وفي الحقيقة كانوا يرعبونها.
الفيلم يتناول قصصا غير محكية عن الحرب الأهلية في لبنان، استخدمت فيه المخرجة طريقة للحكي تشبه تلك التي استخدمتها المخرجة أسماء المدير في فيلمها المميز “كذب أبيض” يبدأ بتعليق صوتي بالفرنسية للمخرجة، ويمتد إلى لقاءات تندمج فيها المشاهد الحية مع مشاهد تمثيل ما حدث في الماضي بالصلصال، وهو ما يجعل الفيلم غنيا على المستوى البصري والسردي.
تتنقل فيدا بطلة الفيلم بين الأحياء برداء أحمر، تحاول أن تبحث عن الحقيقة وراء ما حدث من تقسيم لبيروت، غربية وشرقية، وبينهما خط التماس الفاصل، تارة عن طريق الحكي على مشاهد الدمى، وتخيل صورة شوارع وأزقة العاصمة اللبنانية في فترة الحرب، وتارة أخرى بالدخول في مناقشات وجدال انساني في المقام الأول مع عدد من الشخصيات ممن حملوا السلاح وخاضوا ما يعتقدون أنها المقاومة.
وفي بيان مشترك مع منتجتها سيلين لوازو، قالت باليوت عن فيلمها "غالبًا ما يجد الأطفال الذين نشأوا في خضم الحرب صعوبة في التعامل مع الماضي، الأمر الذي يؤثر غالبًا على مستقبلهم. فقط عندما ينظر هؤلاء الأطفال إلى الماضي بهدف قبول حتمية مأساتهم ووضع حد لهذه الصدمة، يمكنهم حقًا التخلص مما يمنعهم من السعي إلى حياة أكثر سعادة. فيلم Green Line هو محاولتنا للقيام بذلك، وفي هذه العملية، نلقي بعض الضوء على صراع لا يعرفه معظم الناس في الشرق الأوسط وخارجه".
"الخط الأخضر" هو إنتاج فرنسي لبناني مشترك بين شركة TS Productions (المنتجة سيلين لوازو)، وFilms du Force Majeure (جان لوران سينيدي)، وشركة Xbox Films (لوك كاميلي). وتقوم بتوزيعه في العالم العربي شركة MAD Distribution، بينما تتولى مبيعاته بأنحاء العالم شركة MAD World، وهما شركتان تابعتان لشركة MAD Solutions، الشركة الرائدة في توزيع الأفلام العربية.
تخرجت سيلفي باليو من مدرسة فيميس السينمائية في باريس، وأخرجت العديد من الأفلام القصيرة والأفلام الروائية متوسطة الطول التي تستكشف الحب والعلاقات الأسرية، بما في ذلك Alice، ثم Like Father, Like Daughter الذي تم اختياره لأسبوعي المخرجين في مهرجان كان السينمائي في عام 2007، وMoi tout seul، والوثائقي القصير الحائز على جوائز Love and Words are Politics الذي صورته في اليمن.