تُعد السيارات الكهربائية من أكثر التقنيات الحديثة إثارة للاهتمام في عالم السيارات، بل وأصبحت السيارات الكهربائية، بفضل التطورات المستمرة، تسيطر على سباقات السرعة وتحقق أداءً مذهلاً في التسارع مقارنة بالسيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين.

ولكن ما السر وراء هذه القوة الهائلة والتسارع الفوري الذي تتمتع به السيارات الكهربائية؟ وهل هناك مفاهيم مغلوطة حول ارتباط "عزم الدوران" بسرعتها؟، وهو ما دفعنا إلى إلقاء نظرة عميقة على كيفية عمل محركات السيارات الكهربائية ومقارنتها بمحركات البنزين التقليدية، لفهم السبب الحقيقي الذي يجعلها تتفوق في السباقات وتحقق تسارعاً لا يُضاهى.

في البداية، كلمة "عزم" أو "Torque" تشير إلى القوة التي تجعل شيئًا يدور حول محور، وفي سياق السيارات، عزم الدوران هو القوة التي ينتجها المحرك لتحريك السيارة إلى الأمام.

الخطأ الشائع هو الاعتقاد بأن السيارة تكون أسرع فقط لأن عزمها أعلى، بينما عزم الدوران له دور كبير في تحديد قدرة السيارة على التسارع، إلا أن السرعة القصوى للسيارة تعتمد على عوامل أخرى مثل قوة المحرك (Horsepower) وتروس النقل.

إذن، لماذا السيارات الكهربائية أسرع؟

السبب الأساسي يعود إلى طبيعة تشغيل محرك الكهرباء، على عكس محرك البنزين، الذي يحتاج إلى الوصول لعدد معين من الدورات في الدقيقة (RPM) للحصول على عزم الدوران الكامل، بينما المحرك الكهربائي يوفر عزم الدوران الكامل بشكل لحظي منذ لحظة انطلاق السيارة.

وهذا يعني أن السيارة الكهربائية تستطيع تحقيق تسارع أعلى بشكل فوري.

عوامل تجعل السيارات الكهربائية أسرع في التسارع:

1. عزم الدوران اللحظي: كما ذكرت، المحركات الكهربائية توفر العزم الكامل على الفور، مما يسمح بتسارع سريع جدًا من الصفر.

2. كفاءة الطاقة: المحركات الكهربائية تكون أكثر كفاءة في تحويل الطاقة إلى حركة مقارنة بمحركات البنزين.

3. بساطة المحرك الكهربائي: المحركات الكهربائية تحتوي على عدد أقل من الأجزاء المتحركة مقارنة بمحركات البنزين، مما يقلل من الفقد في الطاقة ويزيد من سرعة الاستجابة.

وباختصار، العزم اللحظي لمحرك الكهرباء هو ما يجعل السيارات الكهربائية أسرع في التسارع، وليس العزم الأعلى بحد ذاته.