في ظل الظروف الصحية المتغيرة والتحديات العالمية التي تواجهها العديد من البلدان، يشكل تفشي مرض الكوليرا أحد أبرز القضايا التي تستدعي اهتمامًا عاجلاً.
مرض الكوليرا تسببه بكتيريا فيبريو كوليرا، يعد من الأمراض المعوية المعدية التي تنتقل بشكل رئيسي عبر المياه الملوثة والطعام غير النظيف.
ويمكن أن يؤدي إلى تفشي واسع النطاق بسبب نقص الخدمات الصحية الأساسية والظروف البيئية غير الملائمة.
تفشي مرض الكوليرا في السودان
أعلن وزير الصحة السوداني، أمس السبت، عن تفشي وباء الكوليرا في البلاد، وذلك في ظل استمرار الأمطار الغزيرة التي تتساقط على السودان منذ أسابيع، والذي يعاني من النزاع المستمر منذ أكثر من 16 شهرا.
وفي فيديو نشرته الوزارة، أوضح الوزير هيثم إبراهيم: "نعلن أن الكوليرا قد انتشرت في السودان بسبب الأوضاع البيئية والمياه غير الصالحة للشرب في بعض المناطق."
وأضاف أن القرار تم اتخاذه "بمشاركة جميع المعنيين على المستوى الاتحادي، ووزارة الصحة في ولاية كسلا، ووكالات الأمم المتحدة، وعدد من الخبراء"، بعد "عزل المايكروب في الفحوصات المعملية والتأكد من أنه كوليرا."
وأشار إبراهيم إلى أن ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان هما الأكثر تضرراً من الوباء، دون تحديد عدد الحالات التي تم تسجيلها.
وحول موقف مصر من مرض الكوليرا وهل سجلت وزارة الصحة المصرية أي حالات مصابة بالكوليرا، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبدالغفار، إن "مصر خالية من الكوليرا وآخر حالة كانت في 2006 ومفيش عندنا حالات خارجية"، لافتًا إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا للتعامل مع الوضع الصحي في قطاع الطب الوقائي منذ بداية الأزمة السودانية وتفشي الكوليرا.
وأضاف الدكتور حسام عبدالغفار، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد»، أن الكوليرا تنتشر بسبب تلوث مياه الشرب والطعام، مما يؤدي إلى إصابة الإنسان بالإسهال الشديد والجفاف.
وأشار إلى أن الكوليرا قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها، لافتًا إلى أن مصر قد رفعت درجة الاستعداد على المنافذ البرية المربوطة مباشرة مع السودان، وكذلك المنافذ الجوية، مع المتابعة اليومية على المستوى الإقليمي والدولي.
وتابع قائلاً: «هناك مجموعة من الأمراض التي انتشرت، ومصر تتخذ إجراءات للحد من انتشارها، مثل مرض جدري القرود الذي ظهر في إفريقيا».
أعراض الكوليرا
ويشمل مرض الكوليرا ظهور عدة أعراض أبرزها التالية:
- الإسهال الشديد: بمعدل قد يصل إلى لتر في الساعة، ويكون لونه أبيض ويشبه ماء الأرز.
- القيء والغثيان.
- الجفاف.
- شحوب الوجه.
- دخول العين إلى الداخل وظهور الهالات السوداء.
- التعب الشديد وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
- تقلصات عضلية مؤلمة.
- فقدان الجسم للأملاح والصوديوم والبوتاسيوم نتيجة الإسهال.
ومن جانبه علق الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، قائلاً إنه لا توجد حالات إصابة بالكوليرا في مصر حاليًا.
وأضاف تاج الدين في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الحجر الصحي في مصر يتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع دخول أي نوع من الأمراض المعدية، بما في ذلك الأمراض الجديدة مثل جدري القرود، مؤكدًا أن وزارة الصحة والجهات الطبية المسؤولة تتعامل مع الأزمات الصحية بقدر كبير من الشفافية، دون محاولة خداع الرأي العام.
وأشار تاج الدين إلى أنه خلال أزمة كورونا، كانت الأعداد والمعلومات تُعرض بشفافية كاملة، ولم يكن هناك أي تلاعب من قبل الدولة لتحسين الصورة، مضيفا أن الحكومة والإعلام قدما الواقع كما هو للمواطنين، مما ساهم في تجاوز الدولة المصرية للأزمة بكفاءة عالية وبنظام يعتبر نموذجًا يُدرس في جميع أنحاء العالم.
ويذكر أن الكوليرا انتشرت في القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، واندلعت بعد ذلك 6 جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.
وبداية ظهور الجائحة الحالية، وهي الجائحة السابعة، كان في جنوب آسيا عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا عام 1971 ثم إلى الأمريكيتين عام 1991، وانتشرت الكوليرا الآن في العديد من البلاد حول العالم، وفق منظمة الصحة العالمية.