كيف يبسط الله الرزق لعباده؟، سؤال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى هو (قابض وباسط) في نفس الوقت، يبسط الرزق لعباده؛ لكنه يقبض الرزق عن عباده أيضًا، ويقدر له.
كيف يبسط الله الرزق لعباده؟
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: تجد الإنسان رزقه ضيقًا، وهناك إنسان رزقه واسع. يقبض النفوس، فترى إنسانًا في حالة قبض، يعني اكتئاب، وإنسان آخر في حالة بسط، يعني سرور، وفرح، وانشراح، ويتقلب على الإنسان هذا وذاك.
وأكمل: إذن، فالقبض: مِمَّا تجلى الله به على كونه ؛ والبسط: مِمَّا تجلى الله به على كونه. والله تعالى تجلى على هذا الكون بصفاته الْعُلَى، فنرى الرحمة مثلًا: في الحيوان، نرى الرحمة في النبات، نرى الرحمة في الإنسان، لو لاحظت أي حيوان مع ابنه، كيف أنه يرحمه، ويعطف عليه. فنرى أيضًا: القبض والبسط في هذا الكون.
وبين أن (القابض): اسم فاعل، يدل على كمال القدرة، ويدل على أنه يجب عليك أن تلتجئ إلى الله. فإذا وجدت كآبة في نفسك وضيقًا، أو كآبة في نفسك، وضيقًا في رزقك، فإنك تتوجه مباشرة إلى مَنْ بيده الْمُلْك، إلى مَنْ تسبب في ذلك وخلقه في نفسك أو في كونك ؛ إلى الرازق الذي ينبغي أن تتعلق به؛ لأنه هو القابض الباسط. ولذلك يجب أن تلتجئ إليه.
وتساءل: فما الفائدة أن يعلمنا الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته، وأن يظهرها لنا ؟ هى أن نتعلق به وحده لا شريك له ولا نتعلق بسواه؛ فإن سبب هذا القبض هو الله.
وأردف: قد يأتي القبض عن معصية فيضيق الإنسان؛ لأن الله نهانا عن المعاصي، من أجل أن لا تضيق أنفسنا، فيأتي القبض وكأنه ينبهك إلى أن ترجع إلى الالتزام. فكأن القبض محنة لكن فيها منحة، فيها تنبيه، فيها إعادة بك إلى حظيرة القدس، عود بك إلى الالتجاء بالله رب العالمين.
وأوضح: كثير من الناس يستمر عنده القبض حتى يتحول إلى مرض يحتاج إلى علاج؛ لأن هذا القبض يؤثر في مخ الإنسان. ولذلك عندما تنقبض "اذكر الله " فورا ولا تنتظر حتى لا يتحول إلى مرض . و صَلِّ على سيدنا النبي ﷺ. ادْعُ الله : يا لطيف، يا لطيف. أو: يا واسع، أو: ادْعُ باسمه المزدوج: "يا قابض، يا باسط برحمتك أستغيث" تجد قلبك انشرح ، وحدث لك من الأنوار، وكشف الأسرار، ما الله به عليم.
وشدد: {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} فتجلى الله علينا وعلمنا اسماءه؛ حتى نعود إليه سبحانه، وحتى نلتجئ إليه وحده، وحتى نسارع إلى ذكره، حتى تطمئن قلوبنا.