تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن عن وقوع أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، فضلا عن 10 آلاف مفقود، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتواصل إسرائيل حربها بالرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
مظاهرات في عواصم ومدن أوروبا
خرجت مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة السبت تضامنا مع الفلسطينيين ورفضا للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ316.
فقد شهدت مدن بريطانية، من بينها العاصمة لندن ومانشستر، تنظيم مسيرات شارك فيها المئات، تنديدا باستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وندد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية بمجازر الاحتلال، واستهدافه المدنيين والمستشفيات في غزة، وطالبوا بالضغط على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار.
وفي هولندا، خرجت مسيرة بمدينة أمستردام طالب مئات المتظاهرين فيها بوقف فوري للحرب في غزة، وإجبار إسرائيل على سحب قواتها من القطاع، مستنكرين المجازر التي تنفذها في حق المدنيين العزل، ونددوا بالدعم الأميركي والغربي لإسرائيل.
كما شهدت العاصمة النرويجية أوسلو اليوم مظاهرة كبيرة مع بداية العام الدراسي الجديد في البلاد، تضامنا مع طلاب قطاع غزة، وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون في المسيرة، التي تجمعت في ساحة عمال النرويج وتوجهت نحو مقر جامعة أوسلو، شعارات منددة بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بوقف الحرب وقصف إسرائيل للمدنيين والمدارس والجامعات في قطاع غزة.م
كما شهدت العاصمة الألمانية برلين وفولفسبورغ وبريمن وشتوتغارت مظاهرات نصرة لفلسطين، دعا إليها ناشطون عبروا خلالها عن تضامنهم مع سكان قطاع غزة، في حين شهدت مدن سويدية، من بينها بوروس وأوبسالا، مسيرات جاب المتظاهرون فيها الشوارع مطالبين بوقف الحرب على غزة.
ودعت المسيرات إلى محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي، وفك الحصار عن غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بتحرك فاعل يفضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ونظم محتجون اعتصاما في مدينة ميلانو الإيطالية نصرة لفلسطين وغزة، في حين خرجت مظاهرة في مدينة أرهوس الدانماركية نصره لغزة وتنديدا بـ "الإبادة الجماعية" في القطاع.
ويأتي ذلك ضمن مظاهرات تشهدها مدن عالمية عدة، تنديدا بحرب جيش الاحتلال المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.
استمرار القصف يؤذي المدنيين
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن "إسرائيل وصلت إلى أقصى ما يمكنها تحقيقه في غزة.
وأن استمرار القصف يؤذي المدنيين في غزة لا حماس، التي تضاءلت احتمالات إضعافها(حماس) بشكل أكبر".
وفي السياق نفسه، نقل موقع "كان" التابع لهيئة البث الإسرائيلية، عن مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي، أن نشاطاته انتهت في قطاع غزة، وأن المسؤولين الأمنيين يؤمنون أن "الوقت قد حان" لصفقة من أجل الإفراج عن الرهائن.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي "يمكنه الدخول إلى غزة مجددا في حال حصوله على معلومات استخباراتية جديدة. وأن "لواء رفح" التابع لحماس لم يعد موجودا تقريبا، وقد تمَّ تفكيك الوحدات المسلحة التابعة لحماس" في غزة.
ويعتقد خبراء في إسرائيل أن نتانياهو لن يوافق على اتفاق وقف النار في غزة، لأن ذلك سيدفع بن غفير وسموتريتش إلى الانسحاب من الحكومة، فينفرط عقدها. فيما يعتقد خبراء آخرون إنه يمكن لنتانياهو الموافقة على وقف النار الآن، أثناء العطلة الصيفية للكنيست، الذي لن يتمكن من الاجتماع لسحب الثقة من حكومة نتنياهو قبل نهاية سبتمبر القادم.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل. لن أستسلم رغم صعوبة التوصل إلى اتفاق. ونحن نكثف المفاوضات لتحقيق هذا الهدف".
المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، قال من بيروت، إن الاتفاق المعروض لوقف إطلاق النار في غزة "سيساعد على الوصول إلى حل دبلوماسي في لبنان، ما سيمنع اندلاع حرب واسعة. علينا أن نغتنم فرصة هذه النافذة للعمل الدبلوماسي والحلول الدبلوماسية".