حذر وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، من المخاطر العديدة التي يواجهها الشباب الصغار عند استخدام الإنترنت، خاصة في الفئة العمرية من 8 إلى 17 عامًا، وهي الفترة التي تتشكل فيها ثقافة الطفل ووعيه بالتكنولوجيا.

وأوضح حجاج، خلال حديثه في برنامج "الحياة في العلمين" المذاع على قناة "الحياة"، أن هذه المرحلة العمرية تعد حرجة، حيث يمكن أن تتعرض أفكار الشباب للتوجيه نحو معتقدات غير مقبولة لمجتمعنا وثقافاتنا أو حتى لدياناتنا، مما قد يؤدي إلى تطرف فكري.

وأشار حجاج إلى أن هناك جماعات تعمل على استقطاب الشباب الصغار بهدف زراعة أفكار معادية للوطن في عقولهم.

ووجه تحية خاصة للدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، لدعمها برنامج "سايبر جونيور"، وهو برنامج توعوي هو الأول من نوعه، يهدف إلى توعية الشباب الصغار من سن 10 إلى 14 عامًا بمخاطر الإنترنت والاستخدام السليم والآمن للتكنولوجيا، بالإضافة إلى كيفية تجنب الأخطاء التي قد يقع فيها الشباب نتيجة الاستدراج عبر الإنترنت.

وفي سياق آخر، نبه حجاج إلى خطر جديد يتمثل في ما يعرف بـ"المخدرات الرقمية"، وهي تقنية تستهدف الشباب الذين يقضون ساعات طويلة في عزلة داخل غرف مظلمة، مستخدمين سماعات الرأس مع إغماض أعينهم، وهذه التقنية لها تأثير مشابه لتأثير المخدرات التقليدية على الدماغ.

وأكد أهمية مراقبة الأبناء الذين يتحدثون بشكل متكرر مع أشخاص غرباء عبر الإنترنت، خاصة من خلال الألعاب الإلكترونية، حيث يجب على الأهل معرفة نوع الألعاب التي يلعبها أبناؤهم ومع من يتواصلون.

وتأتي هذه التحذيراتفي إطار جهود التوعية بحماية الأطفال والشباب من مخاطر الإنترنت المتزايدة، وتأكيدًا على الدور المهم الذي يجب أن يلعبه الأهل في مراقبة وتوجيه استخدام أبنائهم للتكنولوجيا.

ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم من الأطفال.. تحديات ومخاطر التكنولوجيا

قالت الإعلامية عزة مصطفى، إن ثلث مستخدمي الإنترنت حول العالم هم من الأطفال، وفقًا لإحصائيات حديثة صادرة عن تقرير للأمم المتحدة، وطرحت سؤالًا مهمًا حول مخاطر هذا الاستخدام على الأطفال.

من جهته، أضاف المهندس آيسم صلاح، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن هذه الإحصائية تحمل أهمية كبيرة، وبالرغم من أن الرقم قد يبدو طبيعيًا نظرًا للهرم السكاني العالمي، حيث يشكل الأطفال حوالي 29% من إجمالي السكان؛ إلا أن هذه النسبة تبرز دلالات مهمة.

وأوضح صلاح أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال، وهذا يحمل تأثيرات ثقافية واجتماعية كبيرة، إذ أن تعرض الأطفال لمحتوى من ثقافات وأفكار متنوعة عبر الإنترنت يؤثر بشكل كبير على تكوين هويتهم وتطوير قيمهم وآرائهم بمرور الوقت.

وشدد على أهمية دور الدولة والأسرة في توفير الحماية والأمان اللازمين، نظرًا لأنها مسؤولية مشتركة.

وأشار صلاح إلى أن هناك جوانب إيجابية لاستخدام الأطفال للإنترنت، منها فتح آفاق جديدة للتعليم غير التقليدي. التعليم عبر الإنترنت يتيح فرصًا تعليمية غير متوفرة في النظم التقليدية، ويؤدي إلى تأثيرات اقتصادية مهمة.

وأكد أن هذا العدد الكبير من الأطفال المستخدمين للإنترنت يعزز من فرص الشركات والمطورين لإطلاق منصات مخصصة للأطفال، مما يفتح سوقًا اقتصاديًا جديدًا وواعدًا.