مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران؛ حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ونظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، من الخطر المتزايد المتمثل في اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط.
يتأرجح الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة، كما حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وعدم ظهور أي علامات على تراجع الصراع بين إسرائيل وحماس، أعرب لامي ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عن مخاوفهما البالغة. ووصفوا في صحيفة “الأوبزرفر” الوضع الحالي بأنه "لحظة محفوفة بالمخاطر" بالنسبة للمنطقة، محذرين من تصاعد مخاطر نشوب حرب واسعة النطاق.
وتأتي مخاوف الوزراء في الوقت الذي يصل فيه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل للدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ويؤكد بيان لامي وسيجورنيه المشترك على التعاون المتزايد بين المملكة المتحدة وفرنسا أثناء تعاملهما مع هذا الوضع المعقد والمتقلب، ويؤكدان أن العالم يشهد "دوامة العنف المدمرة" التي يجب كسرها لمنع المزيد من التصعيد.
أدت التطورات الأخيرة إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل، إذ أسفرت الغارة الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان، والتي أسفرت عن مقتل 10 مواطنين سوريين، إلى تكثيف القتال بين إسرائيل وحزب الله، الميليشيا اللبنانية القوية المتحالفة مع إيران.
وتسلط هذه الضربة، وهي واحدة من أكثر الهجمات دموية في الأسابيع الأخيرة، الضوء على الوضع الهش واحتمال نشوب صراع أوسع يشمل عدة دول في المنطقة.
ويشير لامي وسيجورنيه على وجه التحديد إلى التهديدات المتزايدة من إيران، التي تعهدت بمزيد من التصعيد إذا استمر الصراع. ويحذران من أنه حتى خطأ واحد في الحسابات يمكن أن يؤدي إلى صراع لا يمكن السيطرة عليه وعصي على الحل.
ويؤكد مقالهما المشترك على أهمية ضبط النفس والدبلوماسية، محذرا من أن أي هجوم إيراني يمكن أن يكون له عواقب مدمرة، ليس فقط على إسرائيل ولكن على المنطقة بأكملها.
تأتي الدعوة إلى ضبط النفس والدبلوماسية وسط موجة من الجهود الدولية لتهدئة الوضع. ومع ذلك، فقد واجهت هذه الجهود تحديات كبيرة.
وفشلت المحادثات الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي توسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، حتى الآن في تحقيق أي تقدم.
وبالرغم من تفاؤل الوسطاء الدوليين، رفضت حماس فكرة اقتراب التوصل إلى اتفاق، ووصفت المفاوضات بأنها تهيمن عليها المطالب الأمريكية بدلا من الحوار الحقيقي.
ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، وصلت الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات مثيرة للقلق.
وتشير تقارير السلطات الصحية المحلية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين قد تجاوز 40,000، حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين.
وتفاقم الوضع بسبب أوامر الإخلاء الجديدة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى تهجير 170,000 شخص إضافي في وسط وجنوب قطاع غزة.
وسلط مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الضوء على الظروف الصعبة في غزة، مشيرا إلى أن المنطقة المخصصة "كمنطقة إنسانية آمنة" تقلصت إلى 11% فقط من مساحة قطاع غزة.
وترك الصراع المستمر وحالة الطوارئ الإنسانية مستقبل المنطقة معلقا في الميزان، مع احتمال حدوث المزيد من العنف إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي.