قالت الإعلامية عزة مصطفى، في برنامج "الساعة 6" المذاع على قناة "الحياة"، إن ثلث مستخدمي الإنترنت حول العالم هم من الأطفال، وفقًا لإحصائيات حديثة صادرة عن تقرير للأمم المتحدة، وطرحت سؤالًا مهمًا حول مخاطر هذا الاستخدام على الأطفال.
من جهته، أضاف المهندس آيسم صلاح، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن هذه الإحصائية تحمل أهمية كبيرة. ورغم أن الرقم قد يبدو طبيعيًا نظرًا للهرم السكاني العالمي، حيث يشكل الأطفال حوالي 29% من إجمالي السكان، إلا أن هذه النسبة تبرز دلالات مهمة.
وأوضح صلاح أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال، وهذا يحمل تأثيرات ثقافية واجتماعية كبيرة. تعرض الأطفال لمحتوى من ثقافات وأفكار متنوعة عبر الإنترنت يؤثر بشكل كبير على تكوين هويتهم وتطوير قيمهم وآرائهم بمرور الوقت. وشدد على أهمية دور الدولة والأسرة في توفير الحماية والأمان اللازمين، نظرًا لأنها مسؤولية مشتركة.
وأشار صلاح إلى أن هناك جوانب إيجابية لاستخدام الأطفال للإنترنت، منها فتح آفاق جديدة للتعليم غير التقليدي. التعليم عبر الإنترنت يتيح فرصًا تعليمية غير متوفرة في النظم التقليدية، ويؤدي إلى تأثيرات اقتصادية هامة. وأكد أن هذا العدد الكبير من الأطفال المستخدمين للإنترنت يعزز من فرص الشركات والمطورين لإطلاق منصات مخصصة للأطفال، مما يفتح سوقًا اقتصاديًا جديدًا وواعدًا.
كيف نحمي صغارنا من مخاطر الإنترنت؟ اليونسيف يجيب وطبيب يقدم النصائح
أصبحت المنصات الرقمية إحدى الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار، خاصة على الأطفال، ولعل الجانب الأكثر إثارة للقلق هنا هو التهديد الذي يشكله الاستغلال والانتهاك الجنسيين عبر الإنترنت.
وأصبح الإنترنت وسيلة الاتصال بالضحايا المحتملة ومشاركة الصور وتشجيع الآخرين على ارتكاب الجرائم في متناول مرتكبي الجرائم الجنسية للأطفال اليوم أكثر من أي وقت مضى.
اتباع السلوكيات السليمة والآمنة
وفي هذا الصدد، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مجموعة نصائح للآباء والأمهات من أجل الحفاظ على أطفالهم وسلامتهم عبر الإنترنت الذى حقق مؤخرا وفقا للإحصائيات ارتفاعا كبيرا للغاية من قبل الأطفال.
وعلى رأس النصائح، اتباع السلوكيات السليمة والآمنة على الإنترنت، من خلال إشراك الطفل في وضع قواعد خاصة حول الاستخدام السليم والآمن للجهاز مثل تحديد الوقت والمكان والمدة المسموح بها مساعدة الأبناء وتوعيتهم بكيفية الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية خاصةً من الغرباء، والتأكيد على أن ما يحدث عبر الإنترنت يبقى على الإنترنت ومن الصعب حذفه (الرسائل والصور ومقاطع الفيديو).
وتعليم الطفل احترام وتقدير خطورة نشر المعلومات الشخصية للأصدقاء والعائلة، وألا يشاركوا أي معلومات عن الآخرين قد تسبب لهم أي إحراج أو أذى.
إعداد أدوات الرقابة الأبوية
وأوصت يونيسيف بتقديم المشورة بشأن استخدام أدوات الرقابة الأبوية (يمكن تعديلها اعتمادًا على عمر الأطفال).
ونصحت الآباء بتفعيل "البحث الآمن" على المتصفح، إذ تحتوي معظم محركات بحث الويب على وظيفة "البحث الآمن" والتي تسمح للوالدين بتحديد المحتوى الذي يمكن لأطفالهم الوصول إليه أثناء اتصالهم بالإنترنت. توجد عادةً أيقونة "الإعدادات" على الصفحة الرئيسية لمتصفح الويب، كما شدد على ضرورة القيام بتغطية كاميرات الويب عند عدم استخدامها.