في تصعيد مميت للصراع الإقليمي المستمر، ضربت غارة جوية إسرائيلية مصنعا في بلدة تول بجنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص على الأقل، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.
وبحسب نيويورك تايمز، تأتي الغارة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الاحتلال الإسرائيلي وجارتها الشمالية، بسبب الحرب المستمرة في غزة.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن الهدف كان مستودع أسلحة يديره حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران والتي تشن هجمات على إسرائيل تضامنا مع حماس. لكن سعيد محمود، رئيس بلدية تول، نفى ذلك، مشيرًا إلى أن المبنى كان يستخدم لتخزين قطع الغيار الفولاذية، وليس الأسلحة. وكان جميع الضحايا، ومن بينهم امرأة وطفلاها، مواطنين سوريين، مما يسلط الضوء على الخسائر المأساوية التي خلفها الصراع على المدنيين.
وتمثل هذه الغارة الجوية واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال ما يقرب من عشرة أشهر من المناوشات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، والتي اشتدت في أعقاب الحرب الإسرائيلية ضد حماس.
ومع تصاعد العنف، كانت هناك حملة كبيرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، مدفوعة بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل لتعزيز هذه المفاوضات، على أمل منع الصراع من الانتشار بشكل أكبر في المنطقة.
ردا على الغارة، أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ على آيليت هاشاشار، وهو كيبوتس في شمال إسرائيل، على الرغم من عدم وجود تقارير فورية عن وقوع إصابات. وأفاد الجيش الإسرائيلي أن جنديا أصيب بجروح خطيرة في هجوم صاروخي منفصل من لبنان. وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله قد حذر في وقت سابق من ضربات انتقامية إذا واصلت إسرائيل عملياتها في لبنان.
وقالت لويز ووتردج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، إن "سكان غزة محاصرون في كابوس لا نهاية له". وبينما تكافح الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تستمر التكلفة البشرية للصراع في التصاعد.