شيع المئات من أهالي قرية حاجر بني سليمان التابعة لمركز بني سويف جثمان الشاب سعد . ش 35 سنة "تاجر بقالة " والذي لقي مصرعه اليوم متأثرًا بإصابته بحروق، اثناء محاولته إنقاذ جيرانه والسيطرة على حريق اشتعل بمنزل الجيران بالقرية.
اتشحت القرية اليوم حزنا علي ابنها البار سعد شعبان، وقال جمال صبرة نقيب الفلاحين ومن ابناء القرية أن سعد شاب فى الثلاثين من عمره، حصل على لقب شهيد الشهامة، بعدما قدم روحه فداء لانقاذ أطفال جيرانه من النيران التي اشتعلت في منزلهم المجاور لمنزله ، حيث لم ينتظر وصول رجال الإطفاء، ولم يخش النيران التى منعت الجيران من الوصول للاطفال ، بل قرر بذل كل ما لديه فى سبيل البحث عن الأطفال المفقودين في النيران الي ان سقط به سطح المنزل لتلتهمه النيران منفردا .
أضاف “صبره ” أن "سعد " ترك خلفه 3 بنات صغيرات حبيبة ورضوي تؤام 3 سنوات ومكة سنة ونصف تاركهن لزوجته ووالده ووالدته المسنين وأنه كان يعمل تاجر جملة للبقاله ومواد غذائية للمحال بالقرية ، وليس لديه مصدر دخل ثابت، قائلا فى نهاية حديثه "نحتسبه عند الله من الشهداء، ضحى بنفسه فى سبيل إنقاذ الاطفال ".
فيما قال محروس محمد عبدالمعبود صديق شقيق الفقيد كان سعد يتصف بالشهامة منذ صغره وكان زينة اخوته ومحبوب من جميع أهالي القرية اللذين بكوا علي فراقة وكان خفيف الظل ولا يغضب الا نادرا.
وفي ساعة الحريق خرجت سيدة من المنزل مسرعة وهي تبكي علي اولادها وهي لاتعلم عما اذا كانوا وسط الحريق ام خارجة فاستنجدت بسعد الذي اسرع صاعدا الي سطح المنزل والنار أسفله لم يفكر فى خطورة الأمر، كل همه حينها كان نجدة الأطفال وقبل أن تقترب منه النيران، اشتعل “عرق خشب ”من السطح فسقط به أرضا وسط المنزل الذي تحيط به النيران من كل جانب وقد كان مثالا للشجاعة والإقدام، رغم خطورة الحريق الهائل، لم يتوانى لحظة فى الإسراع لإنقاذ الأطفال ، إلا أن القدر شاء أن يسقط قبل أن يصل إليهم .
تعود بداية الواقعة إلى يوم الخميس الماضي عندما تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بمحافظة بني سويف بلاغاً يفيد بنشوب حريق داخل أحد المنازل بقرية حاجر بني سليمان بدائرة مركز بني سويف، وتم التوجيه بسرعة انتقال قوات الحماية المدنية على رأس سيارات الإطفاء إلى موقع الحادث والسيطرة على الحريق.
وعلى الفور انتقلت قوة من إدارة الحماية المدنية إلى موقع البلاغ وتمت السيطرة على ألسنة النيران واتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة.
وتبين أن الحريق أسفر عن إصابة الشاب سعد شعبان عبد الفتاح، أثناء محاولته التدخل لإخماد النيران وإنقاذ جيرانه، ونقل بسيارة إسعاف إلى المستشفى حتى توفي متأئرًا بإصابته بعد يومين من الحادث.