تبنت الدولة خطة طموحة لدفع عملية التطوير والتنمية العمرانية بهدف إحداث طفرة عمرانية كبيرة، وتحقيق سكن يليق بالمواطن المصري ويكفل حياة كريمة له، وذلك عبر إطلاق مبادرات وسن التعديلات التشريعية الجديدة، إزالة المناطق العشوائية وغير المخططة، وبناء المدن الجديدة ومدن الجيل الرابع، والتوسع في طروحات الإسكان الاجتماعي، لتوفير سكن آمن لكل المصريين.
وشارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ظهر اليوم، في تسليم عدد من الوحدات السكنية بأبراج مدينة العلمين الجديدة الشاطئية، وذلك بحضور كل من المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحمد الدهان الرئيس التنفيذي لشركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري، والمهندس أحمد إبراهيم رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة.
تسليم وحدات سكنية بالعلمين الجديدة
وحول ذلك، صرح المهندس طارق بهاء خبير التنمية العمرانية عضو جمعية رجال الأعمال، بأن مصر قد شهدت خلال السنوات التسع الماضية نهضة عمرانية شاملة، شملت إنشاء مدن جديدة وتطوير المناطق العشوائية والبنية التحتية، بالإضافة إلى تخصيص برنامج مستقل لمكافحة ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة، مشيرا إلى أن القرار رقم 1779 لسنة 2021 الصادر عن رئيس الوزراء، والذي نص على إنشاء صندوق التنمية الحضرية ليحل محل صندوق تطوير المناطق العشوائية.
وأضاف بهاء، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن من أبرز المشروعات التي نفذتها مصر هي مدن الجيل الرابع، حيث حرصت الدولة على بناء هذه المدن الجديدة لتكون أكثر استدامة وملائمة لنمو مجتمعات متكاملة تقدم خدمات متنوعة ومتميزة، مؤكدا أن 2018 يمثل عاما محوريا لتدشين هذه المدن، التي تُعد من أهم المشروعات القومية التي تعمل عليها الدولة، حيث تضم نحو 31 مدينة جديدة، أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة التي تهدف إلى تحويل القاهرة إلى مركز سياسي وثقافي واقتصادي رائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار إلى أن مصر تسعى إلى كسر مركزية القاهرة من خلال بناء مدن الجيل الرابع على السواحل المصرية، بحيث تستوعب هذه المدن الهيئات الحكومية، مما يُعتبر إعادة تشكيل للخارطة الاقتصادية والسياسية والثقافية في البلاد.
وأكد أن تنفيذ مشروعات التطوير في المناطق المستهدفة يتم بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية ووحدات الإدارة المحلية، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المسؤولة عن وضع المخططات العمرانية لهذه المناطق بما يتوافق مع القوانين المنظمة للبناء والقوانين ذات الصلة، مشددا على أن مصر حرصت على تحقيق التنوع الجغرافي في إقامة المشروعات القومية، حيث تُنفذ المشروعات في مختلف أنحاء الجمهورية، وليس في المدن الكبرى فقط، وكان لهذا النهج أثر كبير في الحد من الهجرة الداخلية.
وكان سلم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اليوم، عددا من الوحدات السكنية في سكن مصر ومزارين والحي اللاتيني بمدينة العلمين الجديدة.
قال المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إن رؤية تنمية الساحل الشمالي الغربي تستهدف تعظيم الاستغلال لما تمتلكه هذه المنطقة الواعدة من مقومات وإمكانات تسهم بدورها في تحقيق مستهدفات الدولة فيما يتعلق بالتنمية السياحية والوصول بعدد السائحين إلى 30 مليون سائح.
ونوه الوزير، بأن الرؤية تضمنت الاستغلال الأمثل لهذه المنطقة التي تمثل نحو 22% من مساحة مصر بحيث من المستهدف أن تجتذب نحو 7 ملايين نسمة وتوفر ما يقرب من 2 مليون فرص عمل جديدة للشباب.
جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفالية التي شهدها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت لتسليم عدد من الوحدات السكنية والشاليهات بالمرحلة الأولى من المشروعات المنفذة بمدينة العلمين الجديدة.
وخلال الاحتفالية، شاهد رئيس الوزراء، فيديو قصير حول حجم الاستثمارات التي تم توجيهها لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية بمدينة العلمين الجديدة، بمختلف القطاعات، ومعدلات تنفيذ هذه المشروعات، كما قدم وزير الإسكان عرضاً بدأ بتناول الرؤية التنموية للساحل الشمالي الغربي والتي تستهدف وضعه على خريطة الاستثمار العالمية وتحويله من ساحل موسمي النشاط أثناء شهور الصيف فقط ليصبح مركزا تنمويا رئيسيا متعدد الأنشطة الاقتصادية السياحية أو الصناعية أو الخدمية على مدار العام وذلك بما يسهم في تحقيق نحو7% كزيادة مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
ونوه المهندس شريف الشربيني -خلال العرض- إلى جهود الدولة لتطهير منطقة الساحل الشمالي من الألغام وهو ما ساهم في إقامة هذه التجمعات العمرانية والتنموية الجاذبة لمزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، مستعرضا خارطة الطريق لتنمية الساحل الشمالي الغربي، مشيرا إلى أنها بدأت منذ عام 2014 ومستمرة حتى عام 2030 ويتم تنفيذها من خلال مرحلتين سعيا لتحقيق الرؤية المتكاملة لتنمية هذه المنطقة الواعدة.
وأوضح أن مدينة العلمين الجديدة تمثل أيقونة رئيسية لهذا التوجه التنموي، حيث ترتبط بحكم موقعها المتميز بالعديد من المشروعات القومية ومدن الجيل الرابع، وتقام على مساحة إجمالية تصل إلى 48 ألف فدان، لافتا إلى أن المرحلة الأولى من المدينة تنفذ على مساحة 14.5 ألف فدان، وتضم 126 مشروعا متنوعا تتضمن تنفيذ 23 برجا شاطئيا بواقع 6 آلاف وحدة لاستخدامات سكنية وتجارية وادارية، بالإضافة إلى 5 أبراج بالمنطقة الجنوبية والتي تمثل أبراج منطقة المال والأعمال للمدينة وتشتمل على 2630 وحدة.
مشروعات سكنية
وأكد أن مدينة العلمين الجديدة تشهد أيضًا تنفيذ مشروعات سكنية تلبي احتياجات مختلف الشرائح الاجتماعية، بإجمالي 40 ألف وحدة سكنية متنوعة مثل الإسكان فوق المتوسط بالحي اللاتيني، والإسكان المتوسط بسكن مصر، إلى جانب مشروعات متعددة الاستخدامات منها الثقافي والتجاري والفندقي والإداري، بالإضافة إلى المنطقة الترفيهية التجارية، والمنطقة التراثية متعددة الاستخدامات، معتبرا أن هذه المشروعات تتضمن فرص عمل وأنشطة خدمية عالية الجودة ضمن المرحلة الأولى من المجتمعات الجديدة بالمدينة.
وقال المهندس أحمد إبراهيم، رئيس جهاز تنمية مدينة العلمين الجديدة، إن لديه خطة وتوجه أساسي للانتهاء من المشروعات القائمة والطروحات الحالية التي تزيد على 11 ألف وحدة سكنية لكل الفئات، منوها إلى أن المستهدف هو تسليم تلك الوحدات بالكامل قبل نهاية العام المقبل.
وعن موازنة المدينة للعام المالي الحالي أكد أن ميزانية المدينة تتخطى 24 مليار جنيه بزيادة 3 مليارات جنيه عن ميزانية العام المالي الماضي، مؤكدا أن ما تم إنجازه حتى الآن هو دور الدولة في فتح آفاق التنمية أمام المستثمرين، لبدء مشروعات استثمارية ضخمة لتنمية الساحل الشمالي والساحل الشمالي الغربي، ومؤكدا أن المرحلة المقبلة ستكون الأولوية الكبرى للاستثمار فيها للقطاع الخاص لإتاحة الفرصة الاستثمارية لقيام المطورين بمشروعات تنموية كبيرة.